تأهيل الحقول في الأول من يوليو السودان وجنوب السودان .. إعادة تشغيل آبار النفط المتوقفة

اتفق السودان ودولة جنوب السودان على استعادة الإنتاج في الحقول الشمالية في دولة الجنوب واتخاذ الإجراءات الضرورية لأستعادة الإنتاج فيه،ا إضافة إلى عبور المعدات والمواد وعاملي النفط للحدود بين البلدين مع اتخاذ كافة الإجراءات لضمان حركة المواد والعاملين.

ووقع وزير النفط والغاز ونظيره الجنوبي إيزاكيل لول جاتكوث أمس على اتفاق يقضي باستعادة الإنتاج في مربع 5 أ سارجاث، وبحثا خيار نقل نفط المربع عبر الأنبوب، فيما توصل الطرفان في بنود الاتفاق على إمداد المنشآت السودانية “محطة كوستي ومصفاة الخرطوم” بخام عدار الجنوب السوداني، واتفقا على مواصلة الإمداد، في وقت يرى فيه الطرفان أهمية نقل المعلومات النفطية الخاصة بحقول جنوب السودان من السودان عبر آلية تم الاتفاق عليها.

وقال وزير النفط والغاز أزهري عبد القادر في مؤتمر صحفي أمس إن الاتفاق كان ثمرة لتوجيهات الرئيس البشير في زيارة وزير الخارجية لجوبا في الخامس من يونيو، مبينًا أن الاتفاق شمل البدء في إعادة تأهيل حقول الوحدة بثلاث مراحل تبدأ بالحقول الشمالية فى حقل سارجاث مؤكداً حرص البلدين على بدء العمل فعلياً في الأول من يوليو المقبل على أن يبدأ الضخ في أقل من شهرين مع إدخال حقول الثور والنار إلى دائرة الإنتاج بجانب حقول الوحدة قبل نهاية العام الجاري، وقال أيضًا: توافقنا على زيادة الإنتاج في حقل فلج الذي من الممكن الوصول إلى زيادة 180 ألف برميل في اليوم عوضاً عن 137 ألف برميل الحالية، وتوقع أن يصل إنتاج سارجاث إلى 130 ألف برميل يوميًا ليعود بالنفع على البلدين، مبيناً أن هنالك كوادر سودانية مؤهلة تعمل جنباً إلى جنب لإعادة ترميم الحقول المتوقفة التي وصفها بأنها خفيفة لا تحتاج إلى جهد كبير، وأقر ازهرى بالصعوبات في التمويل إلا أنه قال إن الشركاء جاهزون للعمل معنا في تمويل وإعادة ترميم الحقول من جديد، وقال: لدينا كثير من الكوادر والفنيين والجيولوجيين يعملون في شتى بقاع العالم مشيرًا إلى أن صناعة النفط دائماً ما تتطلب تقانة حديثة إلا أن إعادة تشغيل الحقول لا يحتاج إلى عمل خارق، بل مراجعة فقط في تشغيل الطلمبات، وبعض الأشياء الصغيرة .

أما إيزيكيل لول جاتكوث وزير الطاقة بدولة الجنوب، قال إن الهدف من إعادة تشغيل الحقول المتوقفة هو نفع البلدين، مؤكداً جاهزية دولة الجنوب لترميم الحقول خاصة فى مربعات 1-2-4، وتوقع أن يشهد سبتمبر المقبل عودة ضخ الإنتاج من الحقول المتوقفة، إلا أنه يرى أن إدخال تقانة حديثة مهم لزيادة الإنتاج، واعتبر أن السودان ودولة الجنوب شعب واحد في دولتين، مبينًا أن الفترة المقبلة ربما تشهد زيادة في إنتاج دولة الجنوب إلى أكثر من 200 ألف برميل يومياً، وأكد العمل مع السودان لإعادة جميع الحقول المتوقفة والبحث عن حقول أخرى للإنتاج، في وقت يرى وجود شركات مؤهلة من دولة الجنوب تعمل في اسخراج النفط وطمأن الوزير العاملين في مناطق النفط باستتباب الأمن بشراكة سودانية لمصلحة الشعبين، مشيرًا إلى أن الازمات الاقتصادية تظل تؤثر على الشعبين، لذا من الواجب علينا أن نعمل سوياً لمصلحة الشعوب.

وبدأت أمس الأول مباحثات فنية في مجال النفط بين “دولتي السودان” بعد وصول وفد من وزارة الطاقة بدولة جنوب السودان برئاسة وزيرها إيزاكيل جاتكوث بهدف إعادة تشغيل الحقول المتوقفة عن الإنتاج بدولة جنوب السودان.

وبشر وزير النفط والغاز أزهري عبد القادر في تصريحات صحافية بأن السودان يعتزم إعادة الإنتاج النفطي من حقول الوحدة وسارجاث وزيادة الإنتاج من الحقول المنتجة حاليًا في فلوج.

ودخل الطرفان فور وصول وفد دولة جنوب السودان في مباحثات تعلقت ببدء الإنتاج مجدداً وجدولتها في خطة عمل سريعة لإدخال حقول سارجاث ومن بعدها حقول الوحدة.

حيث شرعت بعض الشركات من الدولتين فعلياً في وضع الترتيبات اللوجستية للإمداد الفني لحقل سارجاث وتهيئة البيئة للفرق الفنية التي تأتي من جنوب السودان وإمكانية توصيل الكهرباء لبدء الإنتاج النفطي.

إلا أن وزير الطاقة بدولة الجنوب فور وصوله الخرطوم، قال: نسعى إلى استئناف الإنتاج النفطي في أقرب وقت ممكن لتحقيق منفعة البلدين، مؤكداً أهمية التعاون لتحقيق المصالح في إنتاج النفط من حقول الجنوب وتصديره عبر ميناء بورتسودان بعد استتباب الأمن بمناطق البترول مما يمكن من تهيئة بيئة العمل، موضحاً أنهم سوف يسجلون زيارة ميدانية لحقول هجليج والوقوف على جاهزية المنشآت النفطية بها.

وقال الوزير إن حقل فلوج بولاية أعالي النيل متوقف عن الإنتاج، وإن حقلي سارجاث وفاريانق بولاية الوحدة يجري إصلاحهما من الأضرار التي لحقت بهما، مبينًا أن تراجع الإنتاج النفطي أثر بشكل كبير على عائدات الدولة من العملة الأجنبية وأثر بشكل سلبي على معيشة المواطنين.

وتوقفت حقول الوحدة بدولة جنوب السودان بسبب الحرب الأهلية التي دارت بين الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، منذ العام 2015م، كما تناقص إنتاج حقول فلج وعدارييل من 160 ألف برميل إلى 120 ألف برميل يوميًا، الأمر الذي أثر بشكل كبير على صادر نفط الجنوب تقلصت من خلاله النسبة المخصصة للسودان.

وتراجع إنتاج النفط في السودان إلى 72 ألف برميل في اليوم من مستوى إنتاج 125 ألف برميل عقب انفصال جنوب السودان، كما تراجع إنتاج دولة جنوب السودان إلى 130 ألف برميل قبل أن يرتفع إلى 160 ألف برميل بعد توقف الحرب، ويتوقع أن يصل الإنتاج إلى 250 ألف برميل بعد التوصل إلى اتفاق مع الخرطوم لبدء إعادة إنتاج الحقول المتوقفة.

الخرطوم: عاصم إسماعيل
صحيفة الصيحة

Exit mobile version