نورا ظلت على ثلاث سنوات تأخد مصاريفها من إبني ولم تقل يوماً أنها ترفضه !
إذا تم تنفيذ حكم الإعدام فالمرأة لا تساوي رجلاً يمكن هي تموت ونأخد نصفنا الثاني
(قضية نورا) واحدة من أكثر القضايا إثارة للرأي العام في العصر الحديث شغلت المجتمع السوداني والدولي ، فنورا أدينت بقتل زوجها عبدو إبراهيم بشير أثناء قضائهما شهر العسل بشقة في حي المهندسين بأم درمان بعد أن سددت له ست طعنات قاتلة أثناء خلوده للنوم عند الثانية ظهراً ثم أغلقت هاتفه وذهبت إلى منزلهم بمنطقة الباقير شمالي الجزيرة حيث أمرها والدها بتسليم نفسها وحكمت المحكمة على نورا بالإعدام شنقاً حتى الموت مما دفع منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والناشطين في السودان والعالم التنديد بحكم الإعدام وتشكيل رأي عام عبر منصات الإعلام المختلفة مناهضين لقرار المحكمة ومطالبين بإسقاط عقوبة الإعدام معتبرين أن ما قامت به نورا دفاعاً عن النفس نتيجة إغتصاب زوجها لها وهذا ما نفاه والد القتيل ، تقدم محامي دفاع نورا بطلب إستئناف لدى المحكمة مما قد يفتح مواجهات جديدة في قادم الأيام ..
* حدثنا عن تفاصيل زواج نورا وعبدو كيف تم ؟
– تم عقد القران منذ ثلاث سنوات وكان بكل الرضا وسعادة بين الطرفين وكان العروسين على تواصل في ما بينهما مما يؤكد أن ليس هناك أية مفاجآة في الأمر وكانت نورا آنذاك تدرس في أولى ثانوي والعريس إبني كان يقوم بدفع مصاريفها كاملة من لبس وإحتياجات الدراسة والأعياد حتى أكملت الثلاث مراحل الثانوية كانت على نفقة إبني بعد إمتحانها للشهادة السودانية عاد العريس من رحلة سفر ذهبنا إلى أسرة نورا وحددنا موعد المناسبة مثل أي إجراء روتيني في تفاصيل الأعراس السودانية وتم الأمر بكل سلاسة دون أي عائق أو إعتراض من العروسة ذات نفسها وذهب أخوه للكوفير لأخذ العروسة إلى الحفلة من المسعودية ثم سألها بالحرف الواحد “جاهزة نمشي الحفلة إلى قرية الفراجين قالت ما عندي مشكلة قبل ما نمشي خليني أمشي آخد العفو من أمي ثم ذهبنا إلى منزلهم وأخذت العفو من والدتها” ثم جاءت معهم لإتمام مراسم الحفل في منزل العريس والحمد لله تمت الحفلة بكل فرحة في حوالي الساعة 12 منتصف النهار ثم بعدها ذهبنا إلى مكان إقامتهما في المهندسين بأم درمان ومن ضمن الملاحظات عندما كنا قادمين من الكوفير كانت نورا تضحك بصوت عالي مع وصيفتها (وزيرة) مما لا يدل البته إنها لم تكن راضية أو هنالك رفض من أي نوع .
* قبل العرس هل قدمت أي شكوى للأسرة رافضة فيها إتمام الزواج أو هنالك أي توجه مشابه من نورا ؟
– لا لم يحصل إطلاقاً وظللنا على تواصل أسري طيلة فترة الثلاث سنوات لم يكن هنالك أي تغيير أو رفض من قبلها وكانت تأخذ مصاريفها كاملة لم يكن هنالك أي يوم رفضت فيه إستلام مصروفها أو أبدت أي توتر وكانت تأتي لزيارتنا وقبل العرس في رأس السنه سافرا إلى أم درمان وقام بكسوتها وكانا على وفاق تام وإذا كانت رافضة لماذا سافرت معه إلى إحتفالات رأس السنة .
* في يوم المناسبة هل رفضت في أية لحظة من لحظات المناسبة أنها لا تريد الذهاب مع العريس ؟
– لا أبداً بل بالعكس كانت ترقص وبكل سعادة حتى كان هنالك فاصل خاص بهما رقصا سوياً ممسكين بأيادي بعضهما البعض .
* في اليوم الخامس في الشقة بعد الزيارة التي قام بها بعض أخوان المرحوم هل وجدوا أن هنالك أي خلاف نشب بينهما ؟
– في اليوم الخامس في الشقة بعد الزيارة لم يذهب أحد ولكن ذهب بعض الشباب من المنطقة مع أخوته إلى الشقة في اليوم الثالث والرابع وقالت إنها زعلانة وأنها لا تريده فسألوها لماذا لا تقولي ذلك في الثلاث سنوات الماضية وعلى كل حال قال “أنا تنازلت من الموضوع وفي السادس سمعنا خبر قتله ولكن أيضاً أخوانها ذهبوا إليهم قالت لهم إنها زعلانه وبعد حوار بينهما قالت لهم خلاص مافي مشكلة أنا رضيانه بالوضع والعفو والعافية تفضلوا أمشوا وأنا عافية منو” طلعوا فعلاً وهم مقتنعين أن سوء الفهم إنتهى .
ذكرت نورا في أقوالها الواردة في محضر التحقيق أن العريس عبدو اتصل بإخوانه وجاءوا لمساعدته في إغتصابها ؟
– للأسف .. ما الذي يدعوها لتقول كلام غير حقيقي وعار من الصحة وليس هناك أي موضوع مثل هذا وغير منطقي حتى وإبني إلى آخر لحظة وفاته لم يلمس نورا ولم يقربها نهائياً وهي طلبت منه ألا يقترب منها وفعل .
كيف تحصلت نورا على أداة الجريمة ؟
– قد يكون هنالك أطراف أخرى ساعدوها على ذلك خاصة وأن السكين به مقبض وليس سكين مطبخ ويقال أن صاحباتها ثلاث بنات ذهبن إليها زيارة .
* ولكن يقال إنها سكينة إبنك هددها بها قبل قتله؟
– ما الذي يدعوا عريساً لإصطحاب سكين معه في الليلة الأولى ؟ وإبني أعرفه حق المعرفة إنسان هادئ وطيب المعشر ولم أره يوماً يحمل سكيناً ونورا ذات نفسها قالت إنها جاءت بالسكين من منزلهم كيف يكون لإبني صلة بالموضوع .
محامي نورا قدم إستئنافاً ضد قرار الإعدام إذا كسبت نورا الجولة الثانية ما هو ردة فعلكم ؟
– إلى الآن نحن لا نلوم أسرة نورا وإذا تم تنفيذ حكم الإعدام فالمرأة لا تساوي رجلاً يمكن هي تموت وناخد نصفنا الثاني ولكننا إرتضينا بحكم القانون ونكتفي بحكم إعدامها دون أن نسأل أي جانب آخر من أسرتها أما إذا تدخلت العفو الدولية وما شابه ذلك من تيارات من المجتمع المدني نحن نأخذ بتارنا من أي جانب آخر من أسرة نورا بدل نور رجل .
* هنالك جهات سعت لتقريب وجهات النظر وتقديم تنازلات من طرفكم هل لديكم نية العفو ؟
– نعم هناك بعض الأسر جاءت إلينا بمبادرات ومشكورة لسعيها لكننا رفضنا الوساطة تماماً وليس لدينا أي نية للعفو ورفضنا هذا لا تراجع فيه وبصورة نهائية وهنالك أسباب تجعلنا نتمسك بالقصاص فعلى سبيل المثال عندما سألها العسكري في المحكمة وقال لها “انت هل كان لديك فرصة تقومي بإغلاق باب الشقة وتأخدي هاتفه ويمكنك أن تذهبي إلى أي ولاية في السودان وحتى يمكن تختفي بدل قتله قالت إذا هو ما مات أنا ما بتزوج ” وهذا اكثر شيء مؤلم جعلنا نتمسك بالقصاص لأن هناك نية مبيتة وإعداد مسبق لقتله .
* لماذا أنتم متمسكون بالقصاص لهذه الدرجة وأنتم تعلمون إن من عفا وأصلح فأجره إلى الله ؟
– موت إبني محزن للغاية مطعون ست طعنات بغدر وغبن دون أية رحمة إذا كان هي تتمتع بدرجة من الرحمة والعفو كان تكتفي بطعنة واحدة لكن ست طعنات وهو لم يقصر معها على الإطلاق أنفق عليها كل مجهوده المادي إغترب من إجلها سافر إلى لبنان عانى صنوف عذاب الغربة من أجلها ثلاث سنوات يدفع مصاريفها كافة في النهاية تقوم بغدره وطعنة بهذا الوحشية.
* هل هناك أي غموض في هذه الحادثة لا يعرفه الناس ؟
– هي قالت إنها قتلته من أجل أن تتزوج إبن عمتها في ليبيا وهذا يدل على أن هنالك تحريضاً مورس على نورا .
* هل لديكم أي تواصل مع أسرة نورا ؟
– لا ليس هنالك أي تواصل بعد الحادثة .
* ما هي العلاقة الأسرية بين نورا وإبنكم ؟
– قبيلة واحدة وفي الحساب أبناء عمومة .
* كلمة أخيرة في ختام الحوار؟
– ليس هنالك إضافة نحن فقط متمسكون بالقصاص ورسالة إلى الناشطين الذين يتحدثون عن رفض القصاص وبراءة نورا هم بفعلهم يقومون بزيادة النار إشتعالاً ليس أكثر بيننا وأسرة نورا وإلى الآن ليس هنالك ضغائن تجاههم وإذا تم القصاص مرحب بهم وسوف يعيشون في أمان وسلام ولكن إذا حصلت نورا على العفو نتيجة لضغط هؤلاء الناشطين والمنظمات الحقوقية سيكون هنالك مشاكل بيننا وأسرتها .
حوار: فتح الرحمن الحمداني
صحيفة التيار
—
نقلاً عن كوش نيوز