تلقيت دعوة من اخي و صديقي و جاري في جدة دكتور لؤي عبدالعاطي، احد ابطال مسلسل عشم، لمتابعة هذا العمل على يوتيوب قبل عامين او يزيد و تابعت جزء منه و كنت اتابع التصوير عبر تواصلي شبه اليومي مع دكتور لؤي.
لكن للاسف لم تتح لي فرصة مشاهدة العمل كاملا علي سودانية 24 لاسباب متفرقة. عدت و شاهدت اغلب الحلقات في الايام الماضية.
من الواضح ان مسلسل (عشم) بذل فيه طاقم العمل مجهود كبير وفقا للامكانات المتاحة و مقارنة بهذه الامكانات هو اجتهاد شبابي يستحق التشجيع و الوقوف معه و نقده بما يجعل طاقمه يتلافي اي سلبيات في اعمال قادمة قد تكون في نيتهم القيام بها في المستقبل.
هناك مشكلة عامة تعاني منها الاعمال المرتبطة بالشاشة تتمثل في ضعف الاعداد ( تلفزيون / دراما) وهو ما ينعكس سلبا علي اداء (المذيع /الممثل) الشئ الذي يجعل سياط النقد توجه اليهم دون غيرهم من بقية طاقم العمل لانهم في الواجهة، ينظر اليهم الجمهور دون طاقم العمل المكمل لهذا الظهور فالمذيع محكوم بورق اعداد و ديكور و اضاءة و اشارات مخرج و الممثل محكوم بسيناريو و ازياء و اكسسوار و حركة يرسمها له المخرج.
كل السودان يعرف يحيي الفخراني في (عباس الابيض في اليوم الأسود) ولكن قليلون يعرفون ان نجاح هذا العمل السبب الاساسي فيه يوسف معاطي (كاتب المسلسل) الذي كتب السيناريو بحرفية و ابهار و نادر جلال (مخرج المسلسل) الذي حرك كاميراته بروعة و ابداع ليكملا معا روعة اداء الاسطوري الفخراني. وكذا الحال مع عادل امام وكاتبه المفضل (وحيد حامد) و صلاح السعدني في (ليالي الحلمية) و كاتب المسلسل اسامة انور عكاشة و مخرجه اسماعيل عبدالحافظ.
و من اقوال المصريين الممتلئة حكمة درامية (الورق الجيد بيطلع شغل جيد) فالورق هو الاساس و الاخراج يكمل رؤية الورق ثم ياتي اداء الممثل اخيرا. لذا تجد نجومية عادل امام لم تشفع له في انجاح ورق ضعيف مثل (حسن و مرقص) مع العالمي عمر الشريف ولم تشفع له ايضا في انجاح (امير الظلام) . و ذات الورق الضعيف هو ما جعل سعيد حامد صاحب اعلى ايراد في تاريخ السينما المصرية عن فيلمه (صعيدي في الجامعة الامريكية) يحتل مقعد صاحب اضعف ايراد في تاريخ السينما المصرية عن فيلمه (حب في الثلاجة) مع النجم يحيي الفخراني و امثلة كثيرة يضيق المجال بحصرها.
(عشم) فكرة و جهد بإمكانيات محدودة لكن يحتاج الشباب للتجويد في الورق من حيث الفكرة و السيناريو و العقدة و تجويد اكثر في الاخراج و حركة الكاميرا. اقول يحتاج تجويد مقارنة بتجربة الشباب الاولى .
بخصوص الازياء و الفئة المعينة التي ركز عليها (عشم) و هي شريحة (ابناء المغتربين) فهي شريحة مهمة لا اعتقد انه تم افراد عمل فني كامل لها و هذا سبق لطاقم (عشم).
اما الأزياء فهي تناسب نوعا ما الفئة المقصودة في العمل لكن تسليط الضوء علي حبكة درامية اقوي من التي قدمت كان سيجعل المشاهد يتجاوز موضوع الازياء مع قوة الطرح و الفكرة و اضفاء عامل التشويق مع نص مكتوب بحرفية .
التجربة جيدة بحكم انها الاولى للشباب و ان شابها بعض القصور في مناحي فنية فهكذا تكون البدايات وياتي التجويد تباعا.
حمدي صلاح الدين