بالصورة .. القصة الحقيقية لماوكلي .. أدمن السجائر وتوفي بمرض السل

يصنف الفتى المتوحش #ماوكلي ضمن أشهر الشخصيات الكرتونية التي تابعها الأطفال، خاصة عبر الرسوم المتحركة التي تبثها مؤسسة ديزني.

وعرفت هذه الشخصية الفريدة من نوعها عند ظهورها لأول مرة سنة 1894 ضمن مجموعة قصص كتاب الأدغال للكاتب البريطاني روديارد كبلينغ.

وذهب المؤرخون المعاصرون للحديث عن قصة حقيقية وراء ظهور شخصية ماوكلي. وبرأيهم أن الكاتب البريطاني روديارد كبلينغ الذي قضى سنوات عديدة ببلاد الهند استغل مأساة طفل هندي متوحش لقّب بدينا سانيشار كمصدر إلهام لابتكار شخصية ماوكلي.
صورة لدينا سانيشار والذي يتجه المؤرخون لاعتباره مصدر الإلهام لقصص ماوكلي صورة لأحد الأطفال المتوحشين بالهند

وفي أواخر القرن التاسع عشر تحدث العديد من المبشرين البريطانيين عن انتشار ما يعرف بالأطفال المتوحشين في #الهند، حيث اعتاد هؤلاء الأطفال العيش عراة في الغابات على نمط حيواني، فعمد بعضهم إلى أكل الحشرات والضفادع، ومهاجمة بقية الحيوانات.

وجذب نمط حياة الطفل المتوحش دينا سانيشار انتباه السلطات البريطانية بالهند، وبحسب معظم التقارير اعتاد الأخير على الحياة برفقة الذئاب.

ولاحظ عدد من الصيادين سنة 1867 أن الطفل المتوحش داخل الغابات يتجول برفقة صديقه الذئب.

وبعد فشل جميع محاولاتهم لنقله إلى المدينة عمد الصيادون إلى قتل الذئب الرفيق والصديق المفضل لدينا سانيشار.

وفي تلك الفترة كان الطفل المتوحش شاهدا على حادثة مقتل رفيقه الذئب، وعقب نهاية هذا المشهد المروع قبض الصيادون على دينا سانيشار قبل أن يقوموا بنقله نحو إحدى دور اليتامى. وهناك أقدم المبشرون المسيحيون على تعميد الطفل المتوحش قبل أن يحصل الأخير رسميا على اسمه دينا سانيشار والذي سجّل به في سجلات السلطات البريطانية بالهند.

ولم يتعلم الطفل دينا سانيشار طيلة فترة تواجده بدار اليتامى الكلام ولا الكتابة، إلا أنه عمد إلى إصدار أصوات حيوانية من أجل التواصل مع البشر.

كما رفض الطفل المتوحش تناول الطعام المطبوخ، بل لم يتردد دينا سانيشار في أكل اللحم النيئ، وشحذ أسنانه عن طريق قضم العظام، وهو ما ساعده بشكل كبير على تقوية أسنانه وجعلها حادة.

وعانى دينا سانيشار كثيرا خلال تعلم المشي، ففي الفترة التي قضاها مع الذئاب اضطر الأخير للتنقل مستخدما أطرافه الأربعة، ولهذا السبب وجد المبشرون بدار اليتامى صعوبة في جعل الطفل الذئب ثابتا على قدميه.

وحصل دينا سانيشار أثناء تواجده بدار اليتامى على صديق مقرب واحد، لم يكن الأخير سوى طفل متوحش آخر.

وعلى الرغم من رفضه الاندماج في المجتمع البشري، إلا أن الطفل المتوحش أتقن عادة إنسانية وحيدة وتعيسة، ألا وهي التدخين حيث أدمن الأخير خلال فترة وجيزة على السجائر.

وبالرغم من قضائه لفترة طويلة تجاوزت العشر سنوات مع البشر، لم يتمكن دينا سانيشار من الاندماج في المجتمع البشري، حيث حافظ الأخير على عادات حياة الذئاب التي تعلمها خلال طفولته.

وفي حدود سنة 1895، فارق الطفل المتوحش الذي ألهمت قصته مؤلف قصص ماوكلي الحياة بعد صراع مرير مع #مرض_السل عن عمر تجاوز الثلاثين سنة، وبناء على بعض التقارير يرجّح المؤرخون إصابة الأخير بهذا المرض بسبب إدمانه على السجائر.

 

العربية نت

Exit mobile version