لا تخبر أحداً.. هؤلاء الأدباء كانوا حراس مرمى!

صبيحة 13 يونيو عام 2018، تبدو درجة حرارة الطقس دافئة في موسكو فهي تشير إلى 15 درجة مئوية، الأجواء ملائمة لكرة القدم، والروس الذين صدروا للعالم مجموعة من أهم كلاسيكيات الأدب العالمي تفصلهم ساعات معدودة عن أهم حدث رياضي (افتتاح كأس العالم)، وبدأ الشعب هنا في الأرجاء يتآلف مع سحنات الغرباء القادمين من أرجاء المعمورة، وفي مطالعات الصحف والتقارير القادمة من هناك توحي بأنك من الممكن أن تشم رائحة كرة القدم في كل مكان، وتشير إلى أن الروس أنفسهم لديهم أمنية أن يذهبوا بعيداً في الرياضة كما فعلوا في القصة والرواية والشعر، عندما قدموا للعالم “بوشكين” و”تشيخوف” و”ميخائيل بولغاكوف” و”بولوك” وبالمناسبة ربما لن تجد أحداً يخبرك لماذا يموت الأدباء السوفييت في سن مبكرة؟! ومن الأساس ليست تلك قضيتنا!

ولكن ما دام الحديث يمزج الأدب بالرياضة فلا ضير أن تعلم أن الشاعر الروسي الشهير “يفغيني يفتوشينكو” كان مولعاً بكرة القدم وحراسة المرمى على وجه التحديد، وكان يرى بأن قواعد الكرة أكثر سهولة من قواعد الأدب، حيث يؤكد بأن الشاعر يأخذ وقتاً أطول حتى يثبت أن كرته أصابت الهدف! والقاص فلاديميير نابوكوف هو الآخر كان يلعب في مركز حراسة المرمى، ربما لأن هذا المركز يضفي على صاحبه مسؤولية أكبر في زمن قد يصنف فيه المرء وفقاً لقدرته على المجازفة ، والحديث عن حراسة المرمى يفتح الشهية و يقودنا إلى الفيلسوف والكاتب الجزائري المولد والفرنسي الأصل “ألبير كامو” الحائز على جائزة نوبل عام 1957 حينما كشف أنه في الـ16 من عمره لعب في فريق كرة قدم جزائري بمركز حراسة المرمى وابتعد عنها بعد إصابته بالسل، قبل أن يهاجر إلى فرنسا، “كامو” الذي فارق الحياة وهو على خلاف مع “سارتر” قال إن كل ما تعلمه في الحياة تعلمه من كرة القدم.

ومن لا يعرف الأديب البارع جابرييل غارسيا ماركيز؟ أو سمع عن (مائة عام من العزلة) و (الحب في زمن الكوليرا)؟ حيث تروي بعض المصادر أن كرة قوية ارتطمت في بطنه كادت أن تمزق أمعاءه هي آخر عهده بمركز حراسة المرمى في ضاحية (أراكاتاكا) الكولومبية، وغيرت مسار حياته من الرياضة إلى الأدب.

وليس هناك أبلغ من وصف الكاتب الأورغوياني غاليانو الذي قال: “حارس المرمى محكوم عليه بمشاهدة المباراة من بعيد ينتظر وحيداً إعدامه بالرصاص بين العوارض الثلاث”، وتابع متهكماً على حراس المرمى: “عندما يقترف أي لاعب خطأً يستوجب ضربة جزاء، يتحمل هو العقوبة و يتركونه هناك وحيداً أمام جلاّده”.

ولأن ضربات الجزاء من اللحظات العصيبة في مباريات كرة القدم ويتذكر المتابعون كيف فعلتها ألمانيا وأقصت الأرجنتين من نهائي كأس العالم عام 1990 بركلة جزاء غير صحيحة، فهذا الروائي النمساوي بيتر هاندكه الذي ألف رواية أسماها: “خوف حارس المرمى عند ضربة الجزاء”، وفي حقيقة الأمر أنه لا علاقة للرواية “ثقيلة الدم” بحراسة المرمى بقدر ما هي تصف انفعالات إنسانية سيكيولوجية.

العربية

Exit mobile version