* لو لم يرتكب البشير إثما او جريرة واحدة طيلة الثلاثين عاما التى رُزئنا بها فيه يستحق عليها المساءلة، فإن زيارته الحالية الى السعودية مع نفر من حاشيته وأسرته لأداء شعيرة (العمرة)، تكفى وحدها لمساءلته وخلعه !!
* لا أدرى ولا أفهم كيف يترك رئيس شعبه بأكمله متشردا فى الشوارع أمام البنوك وماكينات النقود للحصول على جنيه واحد من حقوقه المالية، ولا يعثر عليه، ويسافر غير مبالٍ بشئ لأداء شعيرة (العمرة) التى أداها عشرات المرات من قبل، وفوق ذلك يقف أمام الكاميرات لأخذ الصور الشخصية ونشرها فى استفزاز واضح للناس، وعدم مراعاة الظروف القاسية التى يعانون منها، والتى تحتم على أى مسؤول صغير فى الدولة أو أى شخص آخر، دعك من رئيس الدولة، أن يتصرف بلباقة وحذر حتى لا يجرح المشاعر، إن لم يرد أن يكون القدوة والمثال فى مثل هذه الظروف القاسية!!
* لو حدث ذلك من رئيس أية دولة تحترم نفسها وشعبها، لكان مصيره المحاسبة الصارمة، والهجوم الضارى من أجهزة الإعلام، إن لم يكن الخلع !!
* رئيس يحرم مواطنى بلده حتى من الحصول على حقوقهم المالية، وأماناتهم المودعة فى المصارف، ويذيقهم شتى صنوف العذاب والمعاناة بالوقوف فى الصفوف الطويلة أياما عديدة وهم صائمون منهكون، للحصول على (مصاريف العيد ) ــ كما وصفها وزير المالية أمام مجلس العجز والفشل والخيبة والهوان المسمى مجازا بـ(البرلمان) قبل بضعة ــ ويسافر بلا ادنى احساس بمسؤولية المنصب الذى يتولاه، فى رفقة أعضاء من أسرته لأداء العمرة، بل ويتصور بنفس مفتوحة ويسمح بنشر الصور، وكأن شعبه سعيد أيما سعادة، لا ينقصه سوى الفرجة على صور رئيسه وهو يتجول مع الاطفال أو يتوسط الجنود الذىن يحمونه ويفسحون له الطريق وهو يؤدى المشاعر ، بينما الشعب جائع، مريض، مفلس ولا يملك حتى ما يدفع به عن نفسه الجوع والمرض من حر ماله المحبوس فى البنوك !!
* وليت الكارثة اقتصرت على ذلك، بل يعمل الرئيس وزبانيته، لتجريد الناس من الأموال التى لا تزال فى أيديهم بمهزلة تغيير العملة القديمة، وحرمانهم من العملة الجديدة وخداعهم بفتح حسابات مصرفية لهم وتسليمهم دفاتر شيكات مجانية، وهى جريمة لا تقل بأى حال إن لم تكن أفدح، من جريمة النهب والسطو المسلح، التى تعاقب عليها الشريعة الاسلامية بـ(حد الحرابة) بينما يعاقب عليها القانون بالسجن المؤبد أو الاعدام، ورغم كل ذلك وما يذيقه النظام للناس من هوان، يسافر الرئيس مع اسرته وحاشيته محمولا على كفوف الراحة والمال العام .. بل ويتصور وينشر الصور ليتبرك الناس بها!!
* ومن المؤسف أن الدولة التى سافر إليها، لا تُعيره إهتماما أو انتباها، بل تبث يوم وصوله إليها على كل قنواتها التلفزيونية، المحلية والعالمية، نبأ ارسالها سفينة إغاثة محملة بالغذاء والدواء الى بلده، فى رسالة واضحة إليه يفهمها أى شخص ولو لم يكن له عقل، بأن “شعبك مريض وجائع فى حاجة الى من يغيثه وينقذه من الموت، فما الذى يجعلك تتركه وتسافر وتأتى إلينا.. عد الى بلدك!”
* عد الى بلدك أيها الرئيس، حتى ولو قتلتنا جميعا وجلست على جماجمنا، فهو اهون علينا بكثير من الهوان الذى نتذوقه كل يوم!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة