السؤال هو.. ما الذي جعلنا بهذه الدرجة من العجز حتى يركلنا الغرب؟

دكتور..> اخلع درعك.. ونحن ايضاً ونجلس ونتحدث..> نتحدث لان ما بيننا هو طفل المرأة تلك .. في حكاية الملك سليمان.. والنزاع عليه> ونحن نبحث عن (حل) نخاطب به الازمة.. وبعض خطابنا / الذي تبدأ بابعاده بعيداً/ هو> في الجنوب.. من ياتي للعزاء على الميت يهز حربته في باب بيت المأتم ويشتم الموت.. ويطلب من الموت ان يبرز له.. ( ولو برز الحمام اليّ شخصاً..)> ثم.. وبعد ان يهورط.. يجلس ويعطونه المريسة> مبروك عليه.. لكننا لا نريد ان نهورط> ولا نريد .. ايضاً.. النظر الى الازمة بيأس من ينظر الى الميت.. فالازمة لها حل (2)> وقبل اسبوعين يحتفلون بالرجل الذي وضع كتاب (سبل كسب العيش) قبل سبعين سنة> وكتاب سبل كسب العيش كان في شنطتنا(كيس من الدمورية فيه الكراسات والمحبرة).. والكتاب هذا كان معه آخر هو (المطالعة المفيدة) > وبعد ستين سنة.. شنطتنا كان فيها شكسبير.. لنفاجأ بان الكلام هو ذاته> كلام يقول للناس ان الحياة هي (يا كاتل يا مكتول.. وان السلاح الاعظم هو الخداع.. وان من يقتل هو الحمار)> وكتاب المطالعة.. وكأنه يرسمنا نحن الآن .. فيه ان الاسد يهرم ويعجز عن الصيد> وان الثعلب يستدرج الحمار لعرين الاسد بدعوى ان الاسد يدعوه ليجعله ملكاً> والاسد عند دخول الحمار يقفز عليه ويقطع ذيله والحمار يهرب> والثعلب (يقنع) الحمار بان الاسد انما ا راد .. بقطع الذيل.. ان يجعل جلوس الحمار على العرش ممكنا> وفي الثانية الاسد يقطع اذني الحمار> والثعلب يقنع الحمار بالعودة لان الاسد ..انما اراد بقطع الاذنين ان يجعل للتاج مكاناً)> والحمار يعود> هل نحن نحدث عن الامة العربية وكل من يقفد الحكم يسعى للاسد ليجلسه على العرش؟!> واننا نعود ونعود؟(3)> والخداع يرسمه شكسبير في مسرحية ( ترويض النمره) وفي المسرحية الزوج الذي يريد ترويض زوجته الشرسة يسافر بها.. والمرأة يقتلها الجوع والتعب> وفي الفندق.. المرأة يقدمون لها الطعام الفخم.. لكن الزوج يقفز ويصرخ: ايها الاوغاد.. هل هذا طعام يقدم لهذه السيدة النبيلة العظيمة.. الملكية.. خذوا .. خذوا > ويذهبون بالطعام.. والمرأة تموت من الجوع> وللنوم يفرشون لها حرير دمشق لكن الزوج يصرخ: ايها البلهاء.. هل تريدون من هذه السيدة العظيمة ان ترقد على حرير دمشق؟ لا.. لا.. لابد من حرير سمرقند وطهران.. خذوا .. خذوا.. وياخذون الفراش .. والمرأة تموت من الارهاق> هل نحدث عما تقوله المعارضة.. معارضة كل حكومة.. للشعب.. حين ترفض كل شيء تقدمه الحكومة بدعوى انها تريد للشعب الاحسن(3)> سلوكنا.. سلوك المغفل من الشعب.. سلوك المخادع من السياسيين هو هذا وهذا> والشعب يموت من الجوع والارهاق > لكن> القادة هؤلاء.. خونة هم؟> لا.. لا> فالشعب مخلص.. والقادة مخلصون في البحث عن حل للفقر والذل > والانقلابات مخلصة> والثورات مخلصة> والانتخابات مخلصة> اذن.. لماذا لا حل> لا حل لان المعادلة معكوسة(5)> ونبدأ من تحت.. ونبدأ مما هو عملي وليس نظرياً
> نبدأ بايقاف الزحف الى الهاوية > والجملة التالية تقرأها وجميع ما قلناه يطير من ذهنك > فالجملة التي نصرخ بها هي: اوقفوا الانتخابات>(اوقفوا) نصرخ بها لان الانتخابات هي الخطوة التالية بعد (هرس) الوطن> والوطن المفتت ما يمسكه هو جلد الميت.. مثل حكاية (ادجار الان بو).. الكاتب الامريكي> هل حكيناها..؟؟ معليش لكن الميت في الحكاية هو رجل يموت تحت التنويم.. ولايام يتحلل وهو يبدو سليماً> فاذا انهار الجلد انهار كل شيء.. صديداً> والبلد الآن مائة حزب (130) حزباً.. ما يمسكها الآن هو الجلد الذي يسمى حكومة وطنية> وانتخابات تعنى ان يتناثر الوطن الى مائة وثلاثين جزءاً(7)> وتصرخ انت في فزع ضد الدعوة هذه> (في فزع) لانك قد كرعت انهاراً طويلة من السموم التي جعلك المخطط.. مخطط الهدم تكرعها> فنحن الحمار الذي يعود للاسد.. نعود للغرب حين يصرخ الغرب بطلب الديمقراطية> بينما الديمقراطية في الجزائر في تونس في البوسنة في كل مكان وفي العالم يضربها الغرب بالسلاح ان هي جاءت بالاسلام> ونحن نتخلى عن الدولة الدينية.. والغرب يقول لنا انه علماني> بينما دول الغرب الخمسين كل منها علمه .. العلم المرفرف.. شعاره هو الصليب> وسرد الشواهد هذه يصبح نوعاً من البله الممل.. فالسؤال ليس هو (ما الذي يفعله الغرب)> السؤال هو.. ما الذي جعلنا بهذه الدرجة من العجز حتى يركلنا الغرب> والحرب الآن يقودها علم النفس> لهذا.. الحرب الآن هي سرد المصائب التي لا تنتهي التي يكرعها العالم الاسلامي> سرد.. حتى نصاب نحن باليأس.. اليأس.. واليأس>وحتى لا نفكر.. ولا نفكر محطة في لطم العجز> ولكننا نلطمه.. ونقول كيف> ونعجز عن جمع ركام ستين سنة في الحديث

اسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version