نسرين هندي مطربة ذات لونية خاصة بها ، أجادت وأبدعت في السلمين السباعي والخماسي لما تتميز به من صوت فخيم، وأداء تطريبي عالٍ، تنجز أعمالها بصمت دون ضوضاء، فهي ومضة مشعة تحاول اختراق الجدار بشكل مختلف. غابت نسرين عن بعض برامج المنوعات هذا العام ولكنها كانت الأكثر نشاطاً في أخرى، وأثرت مع آخرين الساحة الفنية بأعمال خاصة رأت النور في برنامج (المايسترو) بقناة سودانية 24 (الجريدة) التقت بنسرين وخرجت منها بالإفادات التالية:
*في هذا العام نسرين هندي قليلة الطلة على المشاهد؟
– بالعكس هذا العام، قمت بنشاط فني غير مسبوق، وشاركت في 3 برامج بقنوات مختلفة، المايسترو ويلا نغني، وميلودي، بمعدل ثماني حلقات في كل برنامج وهذا أكبر معدل ظهور بالنسبة لي طوال السنوات الماضية.
*ما هي الفائدة التي جنيتيها من هذه البرامج؟
– استفدت منها كل على حده، ولكن حقيقة برنامج المايسترو ترك ظلالاً إيجابية ومنحني ثقة غير متناهية، فهو بمثابة فصة لتقديم أعمالنا الخاصة وكأنه يقول لنا (قف انتهى هنا ترديد أغاني الغير) ، خاصة وأن المايسترو هو أكاديمي وفنان وملحن قامة مثل الدكتور يوسف الموصلي، حقيقة هي محطة فخورة بأنها جزء من تجربتي ومنحتني دافعاً جديداً وثقة واعتداداً بالنفس واستعداد لتقديم الأفضل.
*أيهما كان أفضل بالنسبة لك (المايسترو) أم بقية البرامج التي شاركت فيها الآن ومن قبل؟
– المايسترو أفضل برنامج على الإطلاق لأنه يحتفي بحاجتنا ولا يضيق علينا وسعاً ولا يحجم قدراتنا وترك أمامنا مساحة واسعة لتقديم ما عندنا من أعمال خاصة، كذلك يجنبنا تشويه الأغنيات وخلافات الملكية الفكرية ومشاكل أولاد الفنانين والورثات.
*نسرين أقرب للسلم السباعي من الخماسي من حيث الأداء؟
– أنا ما ظالمة الخماسي وفي نفس الوقت أمزج الخماسي مع السباعي وهذا يعود لنشأتي خارج أرض الوطن مع أجناس وأعراق مختلفة فأصبحت أقرب للسباعي ولكن ليس على حساب الخماسي الذي أحرص على وجوده في أعمالي.
*السباعي غير مألوف لأذن المجتمع السوداني لذا دائماً ما يكون التفاعل معه قليلاً؟
– فئة معينة من الجمهور تقدر بالثلث هي ما زالت أسيرة السلم الخماسي أما الثلثان فيمثلون الجيل الحالي وتجدهم ملمين بأنماط الغناء المختلفة الشرقي والغربي منها، وأذنهم صاغية لكاظم الساهر وفيروز، الجيل الحالي ثقافته اختلفت وأنا لونيتي ما واحدة فيها السباعي البحت والخماسي فهي ترضي كل الأذواق.
*لكن الغناء السوداني يتطلب الالتزام الصارم بالسلم الخماسي؟
أود أن أرضي كل الأذواق، ولكن ينصب جهدي بشكل أكبر على هذا الجيل، وأرى أن تجربتي بها مزج مشابهة لتجربة الفنان المصري محمد منير فهو قد تطرق في مشوارة الغنائي لدربين النوبي والسباعي .
*هل القصد من تجربتك الجديدة نشر الأغنية السودانية بشكل جديد؟
الأغنية السودانية منتشرة وتغنى بها كثير من المطربين مثل محمد منير وفرقة ميامي (هؤلاء أخذوا غنانا وكسروا بيهو الدنيا) وفي اعتقادي أن مشكلة التوزيع الموسيقي .
*في تقديرك الأزمة أزمة نص أم ألحان؟
– غنانا جميل ومفرداتنا جاذبة، لكننا كفنانين نفتقد للجرأة التي تمكننا من طرح منتوجنا باقتدار، هناك نماذج مثلتنا بالخارج كانوا جميلين جداً، لكن الحظ ما حالفهم ونحن كسودانيين مظلومين، والعرب ما أدونا حقنا، وإذا أردنا أن نعبر بالأغنية السودانية يجب أن نرمى الخوف عن كاهلنا وأن يتحلى الفنان بشجاعة الوقوف أمام جمهور المسرح الغنائي لنتمكن من منافسة الشعوب، وكذلك لا بد من وجود عقليات تسهم في خروج الغناء من نفق الضيق المحصور فيه الآن.
*الزواج يغيب الفنان ويحد من نشاطه؟
– إن كنت تقصدني أنا فمنفصلة منذ فترة، والزواج لم يكن عائقاً لي لأن الفن بالنسبة لي هواية، وشكل حياتي رسمته من الصغر ولن أفرط فيه أبداً.
*لك موقف من غناء الأعراس(العداد)؟
– أنا لست بفنانة أعراس ولن أفكر يوم من الأيام أن أصبح كذلك (لأنو الجوطة ما بتنفع معاي، وما بتحمل زول يجي ينطط قدامي، وأنا فنانة استماع وأحب أن أطرب نفسي في المقام الأول)، وتعجبني المشاركة في المنتديات الثقافية، وقراري بشأن غناء الأعراس نهائي ولن أتراجع عنه، وبالرغم من الشهرة أنا أكثر صوت نسائي غير مستفيد من الفن مادياً لكن مع ذلك مرتاحة البال والضمير والحمد لله.
حوار: علي أبوعركي
صحيفة الجريدة