4 ملايين جنيه وسيارة مرسيدس لمن يرشد عن هذه الطفلة!

قصة أوجعت قلوب المصريين، وما زالت، تفاصيلها مليئة بالإثارة والمواقف الدراماتيكية، ومليئة بالمشاهد الإنسانية الممزوجة بالألم والحزن والحسرة.

قبل 6 سنوات كاملة وتحديداً يوم الأربعاء 22 مايو من العام 2013 كانت الطفلة الصغيرة سلمى أحمد مصطفى محمد، تلهو في حديقة منزل أسرتها بمدينة 15 مايو جنوب العاصمة المصرية القاهرة، وخلال لحظات اختفت تماما ولم تعثر أسرتها عليها حتى الآن.

شاهدة عيان قالت إنها شاهدت سلمى تسير بصحبة شاب يرتدي غطاء رأس، وكانت الطفلة الصغيرة تسير معه بهدوء، ويبدو أنها تعرفه، وأنه ليس غريبا عن أفراد أسرتها، فيما قالت شاهدة أخرى إنها شاهدت الشاب يسلمها لسيدة أربعينية في منطقة أخرى مجاورة، وأن الطفلة كانت تصرخ وتقول إنها تريد والدتها.

اختفت الطفلة الصغيرة منذ ذلك الحين، ولم يعثر لها على أثر، حتى فوجئت والدتها المكلومة بعد عام، باتصال هاتفي من شخص يخبرها أن ابنتها تعيش مع أسرة مصرية ثرية تقيم في إحدى الدول العربية، وأنها لن تعود إليها مرة أخرى وعليها أن تستسلم لقدرها.

جن جنون الأسرة وأبلغت كافة الجهات الأمنية، ودارت الشكوك حول شخص كان يتردد على منزل الأسرة ويعمل نقاشا في شقتهم الجديدة، خاصة مع ظهور علامات وبوادر الثراء عليه، وهو ما عزز شكوك الأسرة حول تلقيه مبلغا كبيرا مقابل اختطاف الطفلة وبيعها

ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على هذا الشخص، ولكن تم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة.

خلال تلك السنوات لم تيأس الأسرة، وطرقت كل الأبواب للبحث عن ابنتهم، وترددت على كافة الجهات الحكومية المصرية الرسمية، وطلبت حصرا بالأطفال الذين خرجوا من #مصر في تلك الأيام ، وترددوا على وزارة الخارجية، وكافة أجهزة وزارة الداخلية، ووسائل الإعلام، وافترشوا الطرقات والشوارع رافعين صور طفلتهم، وخلال شهر رمضان من كل عام يقف أفراد من الأسرة على طريق الأوتوستراد القريب منهم، يوزعون وجبات إفطار على الصائمين، ومعها صور سلمى على أمل أن يرشد أحد عنها، حتى سمي الإفطار بإفطار عائلة سلمى.

ويقول أحمد مصطفى محمد والد الطفلة لـ “العربية.نت” إنه يعمل معلما، وإنه لم يفقد الأمل على الإطلاق في العثور على ابنته، حتى بعد مرور كل هذه السنوات على اختفائها، وتغير ملامحها بفعل الزمن، فقد اختفت وعمرها 5سنوات وأصبحت الآن تقترب من الحادية عشرة من العمر.

ويضيف أن أهل الخير ورجال أعمال كثيرين تعاطفوا مع حالة سلمى، ورصدوا مبالغ ضخمة لمن يساعدهم في الإرشاد عنها، ووصلت المكافآت إلى 4 ملايين جنيه وسيارة مرسيدس موديل العام لمن يساعدهم في الوصول إليها، مضيفا أنه كان يشك في أحد الأشخاص، ويعتبره الخيط الأول للوصول لمكان اختفاء سلمى، لكن تم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة.

ويشير والد الطفلة إلى أنه يقوم بتوزيع وجبات إفطار خلال عدة أيام في شهر رمضان المبارك من كل عام على الصائمين والمارة في طريق الأوتوستراد ومعها صورة سلمى وأرقام تليفونات الأسرة، عسى أن يتعرف عليها أحد ويرشدهم لمعلومة تقودهم للوصول إليها، مضيفا أن ابنته ربما تكون مازالت موجودة في مصر وفي إحدى محافظاتها، وكان الاتصال الهاتفي بزوجته وإبلاغها بأن الطفلة مع أسرة مصرية في إحدى الدول العربية للتمويه والتضليل.

والد سلمى يؤكد أن طفلته ما زالت تعيش بينهم وكأنها موجودة تماما، فمقعدها على مائدة طعام الأسرة مازال موجودا، وسريرها وكل متعلقاتها باقية، مؤكدا أن لديه إحساسا كبيرا أن ابنته ستعود يوما إلى أحضان أسرتها.

ويشير والد سلمى إلى أنه سخر كل إمكانياته وجهده للبحث عن ابنته مهما طال الزمن، وحتى يعثر عليها، مطالبا الجميع بالدعاء له فقط في أن يكلل الله مسعاه بالنجاح.

ويقول: “وحشتني ابنتي، أفتقد صوتها وشقاوتها، أشعر أنها معنا بروحها دون جسدها، وأحيانا أسمع صوتها يرن في أذني، وكأنها تنادي علي، أملي في الله كبير، ولي في قصة سيدنا يعقوب وابنه يوسف مثلا وقدوة، فقد يعيد الله لي ابنتي ويكافئني على صبري ورضائي بقضائه وقدره ولو بعد حين”.

العربية

Exit mobile version