أصدر بيتر فرانك، كبير المدعين الفيدراليين في ألمانيا، مذكرة توقيف واعتقال، بحق جميل حسن، اللواء في جيش النظام السوري. بحسب ما ذكرته صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، على موقعها الإلكتروني، الجمعة.
وقالت الصحيفة الألمانية، إن كبير المدعين الفيدراليين توجّه باتهامات بحق اللواء جميل_حسن، رئيس الاستخبارات الجوية التي يخشى أنها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
ووجهت اتهامات، بحسب الصحيفة الألمانية، إلى اللواء جميل حسن، والبالغ من العمر 65 عاماً، نظراً إلى كونه يمارس عمله في المخابرات الجوية التي قتلت المئات من السوريين، تحت التعذيب، بحسب الاتهامات المودعة لدى محكمة العدل الفيدرالية الألمانية، بحق اللواء المذكور.
جميل حسن ابن حمص وشارك في مذبحة حماة عام 1982
وجميل حسن ولد في حمص سنة 1952، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، ثم انتسب إلى الكلية الحربية عام 1972، في ذات المدينة، وتخرج منها عام 1976، برتبة ملازم جوّي، وكان في عداد القوات العسكرية التي أرسلها حافظ الأسد، واقتحمت محافظة حماة الثائرة عليه، عام 1982، وعملت فيها قتلا وتدميرا، حيث سويت بيوتها بالأرض، وبلغ عدد قتلاها الآلاف، اختلف في تقديرها ما بين 15 ألفا وخمسين ألف قتيل.
وكان جميل حسن من جملة الضباط الذين كافأهم حافظ الأسد، على تنفيذهم أوامره العسكرية باقتحام حماة، فكان من الضباط ممنوحي النفوذ في إدارة المخابرات الجوية التي كانت لا تزال تحت سلطة اللواء محمد الخولي، ثم تحت سلطة اللواء إبراهيم حويجة، ثم لتصبح إدارة الاستخبارات الجوية تحت سلطة اللواء جميل حسن منذ عام 2009، خلفاً للواء عبد الفتاح قدسية.
ويذكر أن أغلب ضباط إدارة #المخابرات_الجوية_السورية، خاضعون لعقوبات دولية، لتورطهم بأعمال عنف وقتل وتعذيب السوريين.
و”لمع نجم” اللواء جميل حسن، مع اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد، عام 2011، وعرف عنه ميوله لتكرار سياسة حافظ الأسد في محافظة “حماة” التي كان واحداً من المتورطين في ارتكاب مذبحتها.
وكانت الاستخبارات الجوية، هي القوات التي زج بها في شوارع دمشق وبقية المحافظات، لقمع المحتجين، فكانت تقوم بمطارد وملاحقة الناشطين السوريين المعارضين لنظام الأسد، مع بداية الثورة، ثم تعريضهم لأشد أنواع التعذيب المفضي إلى الموت.
اقتلعوا حنجرة هذا المعارض وقضى تعذيباً
وتعود أشهر قصة عن وحشية إدارة الاستخبارات الجوية، بُعيد الثورة السورية على نظام الأسد، إلى شهر أيلول/سبتمبر من عام 2011، حيث ألقت عناصر الجوية، القبض على المعارض السوري الذي تحول أيقونة في وقت لاحق، لضحايا الثورة السورية ورموزها، وهو المعارض #غياث_مطر.
كان المعارض السوري الشاب، غياث مطر، والمولود في مدينة داريا التابعة لغوطة دمشق، عام 1986، أحد أشهر ضحايا الموت تعذيباً، في أقبية الاستخبارات الجوية، في زمن بداية الثورة السورية. إذ ألقت المخابرات الجوية القبض عليه واعتقلته بتاريخ 6 من شهر سبتمبر/أيلول 2011، لتسلّمه جثة هامدة إلى أهله بتاريخ 10 من الشهر ذاته، مع العلم أنه قد فارق الحياة، في يوم 9، كما أكدت عائلته.
وتتفق جميع مصادر المعارضة السورية، على أن غياث مطر قضى تعذيباً، من قبل إدارة المخابرات الجوية، بل إن بعض مصادر الثورة السورية أكد أن غياث مطر كان مطلوباً، من قبل اللواء جميل حسن، شخصياً.
وتقول مصادر المعارضة السورية، إن عناصر الاستخبارات الجوية، لم يكتفوا وحسب، بتعذيب غياث مطر، حتى الموت، بل قاموا باقتلاع حنجرته، انتقاماً منه على مواقف شديدة الثبات ضد نظام الأسد.
ويؤكد “زمان الوصل” السوري أن اجتثاث حنجرة غياث مطر، تم بإشراف جميل حسن، نفسه.
وبسبب علامات التعذيب البادية على مختلف أنحاء جسده، ومنها شق في بطنه وصولاً إلى عنقه، تمت خياطته من قبل عناصر النظام، لإخفاء ما فيها من أجهزة الجسم، فقد مارست أجهزة أمن الأسد، لحظة تشييعه، مختلف أنواع الترهيب لإرغام ذويه على المسارعة لمواراته الثرى، لإخفاء ما في جسده من علامات تعذيب، قضى بسببها، وأصبح يعرف باسم “غاندي الصغير” كما أطلق عليه في فيلم وثائقي يحمل هذا الاسم، نموذجاً لبداية الثورة السلمية على نظام الأسد.
العربية