العاصفة السوداء

* لن أقرأ الصحف اليوم ، لن اتصفح وسائل التواصل الحديثة ، سأغلق هاتفي ، لن اتواصل مع أحد له الاستعداد التام لنقل الأخبار التي تدور هنا ، ربما اقرأ كتابا عن الصحة النفسية ، أو قصة « أليس في بلاد العجائب» ، أتدرون شيئا سأشاهد قناة الأطفال ، ثمة مسلسل تدور مشاهده حول صداقة بين نحلة ونملة ، يعملان بجد وتفان ، لاشئ يشغلهما سوى التعاون لأجل فصل شتاء خال من الخوف والجوع ، ولا يلسعان بعضهما البعض ، رغم أن كل واحدة منهما تمتلك القدرة على ذلك ..

* كان لابد لي أن أختار واحدا من أصل خيارين ، أن أعيد الساعة إلى الوراء سبعين عاما أو اجعلها تقفز إلى سبعين عاما أخرى في المستقبل ، أتدرون أيها القابعون في هذه الأرض السمراء أنكم اهدرتم كل هذا الوقت تبحثون عن «شليل» ولم تجدوه حتى الان ، ألم تدركوا بعد أنها قصة من رحم الخيال ، لماذا تعج بها حتى الان القصائد والأغاني والحكايات ، وحتى في قاعات الاجتماعات السياسية وصالات الأفراح نظل نبحث عن»شليل» الذي لم يترك لنا بعد اختفائه المفاجئ سوى خارطة تعذيب دائم تلازم منطقة التفكير لدينا …

* يظل السؤال الأهم الذي لابد أن نبحث له عن إجابة ، هل نحب هذا الوطن الأسمر الجميل حقا ، هذا البلد الذي شاخ وتجعد بسببنا ، حينما نروج للقبح باسمه ، نختلق التخلف ونعلقه على صدره كقلادة مشؤومة باسم الوطنية ، فلا ينبعث منها سوى رائحة العجز ،تكبل كل خطوة للسلام والحب ، هذا الوطن الذي يدعي الكثيرون حبه بينما هم يمزقون ضحكاته العفوية ، ويسكبون على وجهه البؤس ، ليتنا فقط قبل أن نكتب حرفا او نرسم لوحة باسمه في مواقع التواصل الحديثة ، أو في اي مكان، أن نعي تماما ان الوطن هو الأرض وليس أشخاصا بعينهم ، لذا فلنكن حذرين قبل أن ندفن بذور الخراب في قلب التربة الخصبة ، فالعاصفة السوداء لا تستثني أحدا …

 

قصاصة أخيرة
فلتدم أنت أيها الوطن

 

 

قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة

Exit mobile version