تكاثرت الانتقادات الموجهة للنظام لاشتراكه في حرب اليمن بصيغة ارتزاقية ، ولن يكون اخر تلك الانتقادات مقطع الفيديو الساخر الذي يظهر فيه احد الشيوخ في برنامج فتاوي دينية ، يتصل به احدهم ويقول ( انه عسكري يقاتل خارج الحدود بمقابل مادي ، فهل اذا مات يعتبر شهيداً ام لا ؟ ) فيتم قطع الاتصال فوراً فالإشارة واضحة لحرب اليمن والتهكم واضح … نعم ، فلتتكاثر تلك الانتقادات بمختلف الصيغ ، ولكن من غير المنطقي
ان يتم الخلط بين نقد انتهازية موقف النظام وبين طبيعة الحرب بوصفها انها حرب عبثية وأننا لا ناقة لنا فيها ولا جمل في ختام تلك الانتقادات ، وذلك في بعض الأعمدة والمقالات الصحفية ، الي هنا يمكننا مناقشة الامر وتبيان كيف ان هذه الحرب تهم المنطقة ومستقبلها ، بأممها وأديانها ، وذلك من خلال الحديث عن مشروع ايران ( الفارسي العنصري التوسعي) وكيف ان النظام الإيراني يحمل لواء الفتنة الطائفية ليكون حصاد التشييع الذي تقوده في المنطقة وعموم العالم الثالث ، باذلةً الأموال الطائلة ، جيوشاً عقائدية منظمة في خدمة ذلك المشروع الفارسي مستقبلاً ، وكيف ان دول ومجتمعات السعودية والخليج هم اخوتنا وشركاؤنا في كل الأحوال ، نعم يمكننا شرح كيف ان لنا نوقاً وجمالاً لا حصر لها في هذه الحرب المفروضة دون ان يعني ذلك ان هذا النظام هو المؤهل لتمثيل السودان بشعبه وتاريخه فيها ، اما العصي علي الخيال والتوقع ما بدر في هذا الإطار من اهم واكبر تحالف سياسي معارض هو (نداء السودان ) .. فالبيان الختامي لاجتماعات مثل هذا الكيان هو المؤشر لمواقفه والمعبر الدقيق لما دار فيه .. والحكاية ان نداء السودان عقد اجتماعاً جيداً وناجحاً في باريس موخراً ، الا ان بعض حضوره فوجئ بما ورد في بيانه الختامي عن حرب اليمن فيما يخص الناقة والجمل :
فقد ورد في البيان المذكور ، ودونما اي داعٍ ، انها (حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتدخل في شان شعب صديق) و (علينا دعم الحل السلمي في اليمن) . وفي الفقرة التالية مباشرة يتوجه للسعودية والإمارات بان (نداء السودان يرغب في فتح حوار معكم لتحقيق الأهداف المشتركة في الاستقرار والتنمية) ..
الموقف خاطئ والتناقض فيه بين (شدة مكسورة علي الياء) دونما حوجة للنقاش العلني .
من مصلحة حاضر ومستقبل العمل الجبهوي المشترك ان نمارس النقد الواضح بحرص ومسؤولية وان نتقبله عند الخطا فنمارس المراجعة والتصحيح ، ولذلك ليس من المفيد مناقشة وتفنيد ما ورد في هذا البيان رغم انه خرج للعلن ، وبالتالي ليس ضرورياً هنا ان نتحدث عن الأخلاق والامانة والصدق كصفات هامة وأساسية بين مكونات كل تحالف او عمل جبهوي ، ولذلك سنمسك عن الحديث لحين ان نري مراجعةً وتصحيحاً شجاعاً .
بقلم: محمد عتيق
سودان تربيون.