* من يصدق أن القيمة الحقيقة لبيع بيت السودان فى لندن كانت (300 مليون ج إسترلينى)، وليست ( 16 ) مليون جنيه فقط، كما يقال؟!
* الملياردير ورئيس الوزراء اللبنانى السابق (رفيق الحريرى) كان له بيت بنفس الشارع (روتلاند قيت)، يماثل بيت السودان تماما فى كل شئ وبه (40 غرفة) مثله، بيع للامير السعودى (سلطان بن عبدالعزيز) قبل بيع بيت السودان بسنة ونصف بمبلغ ( 315) مليون ج استرلينى، فكيف نصدق أن بيت السودان الذى يقع قرب أشهر متجر فى أوروبا وليس بريطانيا وهو متجر (هارودز)، بيع بمبلغ (16 ) مليون ج إسترلينى فقط، إلا إذا كنا أغبياء!!
* ونحن بالفعل كذلك، إذ نجرى وراء الشكليات ونركز على موضوع (مخالفة) طريقة البيع للائحة الإجراءات المالية والمحاسبية لجمهورية السودان فقط، بدون أن نهتم بضخامة المبلغ الذى سُرق بواسطة العصابة التى قامت بالبيع (ولا أقول حكومة السودان) والسماسرة الذين أوكلتهم لتصفية عقارات السودان بلندن لتبتلع معهم عائداتها الضخمة!!
* صحيح أن البيع حدث بالمخالفة للائحة، كما انتهك القوانين البريطانية باللجوء الى تسجيل شركتين وهميتين، هما (الجبل الأسود وزهرة البحيرة) ــ Black Mountain and Lake flower ــ فى (جزيرة جيرسى) بعيدا عن مدينة لندن لاتمام عملية البيع بغرض التستر عليها، فهل كان الهدف من هذا التستر وارتكاب كل المخالفات التى ارتكبت هو المبلغ الزهيد الذى ذكره الوزير (أحمد سعد) فى البرطمان الشهير بالمجلس الوطنى، والذى لا يصل الى (25 مليون ج إسترلينى) للعقارات الـ (11 ) التى بيعت ؟!
* ولكى تسهل عليكم الإجابة، افيدكم بأن أحد صغار المسؤولين السودانيين الضالعين فى عملية البيع إشترى منزلين فاخرين، أحدهما فى إنجلترا، والثانى فى الخرطوم ولم يكن يملك شروى نقير قبل ذلك، فهل يمكن أن يكون نصيب مسؤول صغير جدا بالقدر الذى يمكنه من شراء منزلين حتة واحدة أحدهما فى أغلى بلاد العالم، إذا كان مبلغ البيع (24 مليون) فقط، صرفت منها حوالى 7 مليون ج ــ حسب حديث الوزير لشراء منزلين أحدهما فى لندن لإقامة الملحق العسكرى السودانى، والثانى فى العاصمة السويسرية (جنيف) كمقر للبعثة السودانية هناك ؟!
* أترككم لتستعيدوا أنفاسكم، وأتساءل: أين ذهب المقر السابق للبعثة فى جنيف، حتى يبُدَد المال على شراء مقر آخر، وبهذه المناسبة وما دام الحديث عن بيع عقارات السودان بالخارج، فإن عملية بيع مماثلة لما حدثت فى إنجلترا، حدثت أيضا فى العاصمة المصرية القاهرة، إذ بيع ما يزيد عن عشرين عقارا مملوكا لحكومة السودان، فى أفخر مناطق القاهرة ومنها مدينة المعادى، ولا يعرف أحد كيف، وأين ذهبت عائدات البيع، وهو موضوع آخر سأتطرق إليه لاحقا إن شاء الله !!
* أذكركم فقط بموضوع تناولته من قبل، وهو تحويل مقر السفارة السودانية بالقاهرة من (جاردن سيتى) أفخر مناطق العاصمة المصرية واغلاها على الاطلاق، حيث كانت يجاور السفارتين الأمريكية والكندية، الى (الدُقى)، فهل شمل البيع أيضا هذا المقر، أم ما هو سبب التحويل؟!
* أعود للموضوع، وأقول: ما ينطبق على بيت السودان، من حيث قيمة البيع الزائفة، ينطبق على بقية العقارات، فإذا كان سعر الشقة فى لندن (3 غرف فقط) يبلغ قبل سبع سنوات (وقت البيع) ما بين (مليون الى 2 مليون ج ) إسترلينى فى نفس الأماكن التى كانت توجد فيها العقارات التى بيعت وبنفس المواصفات تقريبا، فكيف لنا أن نصدق أن المنزل بيع بأقل من هذا المبلغ بكثير، والشقة بمائتى ألف جنيه فقط .. إنها مأكلة القرن بدون منازع !!
* ونواصل، إن شاء الله !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة