المعتمرون في سواكن.. تفاصيل رمضان استثنائي

يواجه آلاف المعتمرين مصيراً مجهولاً في سواكن بعد تأخر جوازات وتذاكر وكروت الصعود لبعضهم، فيما تحصل البعض الآخر على الجوازات والتذاكر ولم يحصلوا على كروت الصعود على ظهر البواخر.. طبقاً لرصد (السوداني) افترش المئات منهم الأرض والتحفوا السماء في الطرقات والشوارع بمدينة سواكن لعدم تمكنهم من النزول في الفنادق لأسباب عديدة منها افتقارهم لرسوم الإقامة والمصاريف.. فما تفاصيل الأزمة؟

عدد من المعتمرين العالقين كشفوا في حديثهم لـ(السوداني)أمس، أنهم يقضون ليلهم ونهارهم في الشوارع لأن وكالات السفر خدعتهم، ولم ترتب لهم الترتيب اللازم ولم يتهيأوا لقضاء كل هذه الأيام في سواكن.. أحد المعتمرين العالقين عبدالله سيد أحمد، يذهب في حديثه إلى أنه مكث في سواكن أكثر من عشرة أيام، مشيراً إلى أنه وحتى الآن لم يصل جواز سفره واتهم مندوب الوكالة بالكذب عليهم والمماطلة والتضليل، وأضاف: معاناتنا سببها أننا جئنا إلى سواكن لنغادرها مباشرة إلى جدة لكن الوكالات لم تفِ وتلتزم رغم التزامنا تجاهها بكل ما يلينا من تكاليف العمرة.

مدينة طاردة

سيد أحمد كشف عن أن سبب زيادة معاناة المعتمرين العالقين يتمثل في سواكن ووصفها بالمدينة الطاردة، وأضاف: وتبين لي أنني أزورها لأول مرة. إنها مدينة لا يمكن أن تسكنها غير الأشباح والذين أسموها سواجن في إشارة لاتخاذ سيدنا سليمان سجناً للجان لم يجافوا الحقيقة، فالكهرباء فيها في أسوأ حالتها أما المياه فقد وصل سعر الصفيحة ثمانية جنيهات.

فيما يذهب معتمر آخر إلى القول إن أكثر ما أقلقنا تردي صحة البيئة ولا نعرف كم سنمكث من الزمن في انتظار الحل، فيما قالت الحاجة ست النفر فضل المولى: لو كنت أعلم أن أداء العمرة يكلفني كل هذه الجهجهة لما فكرت في التعامل مع الوكالات ولاخترت بدائل أخرى.
وأعربت ست النفر عن عميق أسفها على عدم وجود مسؤول يسأل عما يحدث لنا، وطالبت الدولة بالتدخل العاجل لحل مشكلاتهم في الوصول إلى الأراضي المقدسة قبل انقضاء رمضان لأداء شعيرة عمرة رمضان.

لجنة أمن سواكن

من جهته أعلن معتمد محلية سواكن رئيس لجنة أمن المحلية خالد سعدان لــ (السوداني )أمس، عن تكوين غرفة عمليات لتسهيل إجراءات سفر المعتمرين العالقين، موضحاً أن أعداداً كبيرة منهم غادروا لكن عدم وجود تنظيم لعمل الوكالات تسبب في انقطاع مئات المعتمرين بسواكن. وأكد أن بعضهم أحضرتهم وكالات دون أن توفر لها المستندات اللازمة ولا ترتيبات الإقامة، مشيراً إلى أن الغرفة ألزمت الوكالات بحصر وتصنيف المعتمرين ومعالجة مشكلاتهم بشكل عاجل وتم الترتيب مع سلطات الميناء والجمارك لتسهيل الإجراءات لتمكين أكبر قدر منهم من السفر بأعجل ما يكون وأوضح أن 70 % من المعتمرين الموجودين في سواكن حالياً تم حل مشكلاتهم وسيغادر حوالي الألف منهم منتصف ليلة اليوم، وغداً ستغادر دفعة أخرى علي متن باخرتين وتوقع أن تحل الأزمة قريباً مبيناً أن تواجد بعض المعتمرين في شوارع المدينة دون الفنادق يعود لمشكلات تتعلق بظروفهم وأوضاعهم المالية ولا يعني تكدساً أو ازدحاماً في الفنادق، وقال سعدان إن سواكن بها حوالي 49 فندقاً بسعة تقارب الأربعة آلاف سرير وهي سعة إيوائية كافية لإقامة كل المعتمرين لكن بعض المعتمرين غير مستطيعين لدفع رسوم الإقامة بالفنادق، وأضاف: الأدهى أنهم لا يملكون أي مستندات تؤكد أنهم معتمرون وأنهم يفتقرون للجوازات والتذاكر وكروت الصعود. وأبان معتمد سواكن أن سلطات المحلية تبذل بالتنسيق والتعاون مع الجهات المسؤولة جهوداً كبيرة في تسهيل إجراءات سفر المعتمرين وحلحلة قضاياهم وتحريك إجراءات جنائية ضد المحتالين من منسوبي الوكالات حتى لا تتكرر ممارسات الكذب والاحتيال. وناشد سعدان وسائل الإعلام بضرورة توعية المواطنين بإجراءات العمرة وضرورة التعامل مع وكالات مسؤولة ولها مكاتب معروفة وأكد عزم الحكومة على محاربة ظاهرة الوكالات التي تعمل بالباطن وليست لها مكاتب معروفة وقال بسبب هذه الوكالات تم إيفاد مئات المعتمرين لسواكن دون مستندات مما فاقم الأزمة.

صحيفة السوداني.

Exit mobile version