ومشهد.. لا صلة له بالمشاهد
> وصباح العيد عام 2008.. السيد محمد إبراهيم نقد.. سكرتير الحزب الشيوعي الذي كان مطارداً مختبئاً.. يسمع طرقاً على الباب ويفتح ويجد (قوش) مدير جهاز الأمن هناك.. يسلم.. ويبارك العيد ويدخل بكرتونة الحلوى
> والعاصمة تضحك
> لكن الأمر كان هو أن الجانبين/ الشيوعي والأمن/ كانا يمارسان اتفاقاً صامتاً (لا أنت تطاردني.. ولا أنا أعمل ضد الدولة)
(2)
> ومشهد لا صلة له بالمشاهد
> وعام 2008 أونحوها.. يوسف كوة الذي يقود تمرد جبال النوبة كان يموت في لندن.. والشيوعي الذي ينتمي إليه يوسف كوة يهجره (مثلما هجر فاطمة أحمد إبراهيم) أيام مرضها الأخير
> والسيد كوة يوصي.. وكأنه يرد.. بأن من يتولى غسله وجنازته والصلاة عليه.. هم الإسلاميون السودانيون.. فقط
(3)
> ومشهد لا صلة له بالمشاهد
> وعام 2008.. قادة معارضة الشرق يجتمعون بالقذافي.. و القذافي يأمرهم بعمل عنيف ضد الخرطوم والسعودية.. ويعودون إلى أسمرا.. ويجتمعون وبعد قليل كان مدير مخابرات أفورقي يدخل عليهم ويجعلهم يكتبون خطاباً (مقذعاً) للقذافي
> وكتبوا
(4)
> ومشهد لا صلة له بالمشاهد
> والصحف تتحدث نهاية الأسبوع عن ضبط أوراق صادرة (تزييفاً) عن الخارجية
> والشهر الأسبق نحدث عن المطبعة هذه
> ومحل تجاري بأمدرمان يواجه عمارة أولاد (….) هو الواجهة التي تدار منها المطبعة هذه
> وبيت في شمال شرق الخرطوم تديره (ماريا) لعمليات مخابرات مصر
> و.. و..
(5)
> والمشاهد هذه ما يجمعها هو شيء غريب يسمى التاريخ الذري
> وهو نوع من كتابة التاريخ له كل صفات الروشتة الطبية.. موجز يصف الدواء.. ويصف صلة مدهشة لكل شيء بكل شيء
> والتاريخ المعتاد يكتب عن الأحداث الكبيرة والناس الكبار بينما التاريخ الذري يكتب تاريخ رجل من العامة.. امرأة من العامة.. بائع سمك .. مغني و..
> والأسلوب هذا يقود إلى الشيوعي نقد
(6)
> ونقد صباح المظاهرة الشهيرة مظاهرة الأحزاب التي لم يشهدها أحد.. يكتب جملته الشهيرة على كرتونة
(حضرنا ولم نجدكم)
> والجملة تصبح إيجازاً لحياة وموت الأحزاب
> ونقد لما كان في مخبئه كان يكتب حكاية السودان من خلال كتابته لتاريخ نوع غريب من العامة والكتاب هو( تاريخ وثائق الرق في السودان)
> ونقد ينبش آلاف الوثائق ليسجل وثيقة عن ( هذا ما شهد به الشيخ الجزولي المهل أن الشيخ ود البكري اشترى محسونة بنت جادو بمبلغ ريالين عام 1910)
> و..
> والشيوعيون في المغرب يسجلون تاريخ مشاجرات الطالب حمد بن الطاهر مع معلمه السادات و..
(7)
> والحكاية ليست هينة
فالشاعر بريخت شاعر الشيوعية الدولية وعن تاريخ الأفراد (المسحوقين) يكتب
فتح القيصر بلاد الغال
أولم يكن معه أحد؟!
ولا حتى طاه يطهو طعامه؟
وشاعرنا صلاح يكتب
( النيل وخيرات الأرض هناك ومع ذلك.. ومع ذلك)
> هذه هي القصيدة كلها
(8)
> وبالأسلوب هذا.. أسلوب تاريخ الأشياء الصغيرة التي توجز الأشياء الكبيرة وعن الاقتصاد قالوا
> في الأربعينيات حين انهار اقتصاد العالم.. السودان نجا من الانهيار لأن الاقتصاد السوداني كان يقوم على
> مزارعين كل منهم يزرع (بلاده) ويكتفي من الذرة
> ومزارعين يزرعون الويكة والطماطم
> وعم أحمد الجزار في كل قرية
> وهذا يكفي
> الآن .. ولا زراعة ولا عمل
> و( لا عمل) تعني الفقر والفقر ينتج كل شيء.. الجريمة القتل الزنا الخيانة الجهل تفكك الأسر
> والسلاح هذا يصبح هو السلاح الأعظم عند العدو
> وهو.. السلاح هذا.. ما يجرجر السودان الآن
> ويصنع العجز
> وكوب من ماء البحر يقول المعمل إنه البحر كله
> ومشهد قوش ونقد كوب من بحر العلاقات السياسية
> ومشهد يوسف كوة وفاطمة كوب من الحزب
> ومشهد فاطمة والقرآن هو كوب من النفس الإنسانية
> وكل مشهد يكفي عن مكتبة كاملة
> التاريخ الذري هو القادم في الكتابات
> الكتابات التي تكتب روشتة علاج المجتمع
> ما لم يتجه التاريخ هذا إلى كتابات مثل تاريخ الرق
إسحق فضل الله
الانتباهة