دوّن العديد من العظماء أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ البشرية بسبب إنجازاتهم الخالدة، وتزامنا مع ذلك حظي معظم هؤلاء سواء كانوا سياسيين، أو عسكريين، أو علماء، أو فنّانين بقبور تحولت تدريجيا إلى مزارات سياحية يقصدها المعجبون والباحثون ومحبو التاريخ.
بالمقابل سجّل التاريخ اختفاء وضياع قبور عدد ممن كتبوه، ولعل أبرزهم جنكيز خان، والإسكندر المقدوني، وموزارت، وكليوباترا، وأتيلا الهوني.
جنكيز خان
يعد #جنكيز_خان واحدا من أبرز الشخصيات المؤثرة في التاريخ، فخلال مسيرته الحافلة بالإنجازات تمكن الأخير من إنشاء واحدة من أكبر الإمبراطوريات التي عرفتها البشرية.
إلا أن شكوكا حول هذه الشخصية التاريخية ما زالت تحوم، فإلى يومنا الحاضر يجهل المؤرخون والخبراء شكل وجه جنكيز خان، وطريقة وفاته، ومكان قبره.
وبناء على الأسطورة الشهيرة التي تناقلتها أجيال عديدة تحول قبر جنكيز خان إلى لغز محيّر، وإثر وفاة القائد المغولي سنة 1227 أقام الجنود جنازة مهيبة لسيدهم لبوا خلالها رغبته الأخيرة بأن يحفظ قبره في مكان بعيد عن الأنظار.
وخلال تلك الفترة أقدم الجنود المغول الذين كلفوا بعملية دفن جنكيز خان على قتل كل إنسان شاهد الجنازة.
وبعدها، أقدم الجنود على تسوية التربة فوق القبر لإخفاء مكانه عن طريق تسيير آلاف الأحصنة فوقه، كما أقدموا أيضا على تحويل مجرى أحد الأنهار كي يمر فوق القبر، وعقب كل ذلك أقدم الجنود على الانتحار ليظل مكان جثة القائد المغولي سريا.
وحتى اليوم، يعد مكان قبر جنكيز خان لغزا محيرا، حيث فشلت جميع الجهود الهادفة للعثور عليه.
قبر فولفغانغ أماديوس موزارت
عقب وفاته في ظروف غامضة سنة 1791 عن عمر يناهز 35 سنة، دفن الموسيقي النمساوي الشهير #موزارت في قبر مجهول بمقبرة سانت ماركس بفيينا.
لوحة زيتية تجسد الملحن النمساوي موزارت
ومكثت جثة موزارت بهذا المكان سنوات عديدة إلى أن جاء اليوم الذي فتح فيه قبره بناء على قوانين اعتمدت بالنمسا يتم خلالها فتح القبور بعد سنوات من أجل دفن جثث أخرى فيها.
وعند فتح القبر وجدت بقايا عظام الموسيقي في مكان آخر.
وفي حدود سنة 1801 أعلن المسؤول عن مقبرة سانت ماركس عثوره على بقايا جثة موزارت.
وأكد الأخير تعرفه على عظام الملحن النمساوي عن طريق سلك معدني موجود بالقرب منها، وقال إن هذا السلك قد دفن مع موزارت سنة 1791.
وفشلت الدراسات العلمية الحديثة التي أجريت على هذه العظام في إثبات هوية صاحبها، ليظل مكان جثة الملحن النمساوي الشهير صاحب السيمفونيات الخالدة مجهولا.
سنة 30 قبل الميلاد، وإثر غزو أغسطس قيصر لبلاد #مصر، أقدمت الملكة كليوباترا السابعة على الانتحار بلدغة أفعى سامة بناء على ما نقله المؤرخ بلوتارخ.
ودفنت كليوباترا السابعة برفقة عشيقها ماركوس أنطونيوس داخل معلم جنائزي مذهل قرب الإسكندرية.
وإلى يومنا هذا لا يزال مكان قبر كليوباترا السابعة مجهولا، وبحسب اعتقاد أغلب المؤرخين يقبع المعلم الجنائزي الذي يضم جثث كل من ملكة #مصر وعشيقها ماركوس أنطونيوس في عمق البحر عقب زلزال مدمر ضرب الإسكندرية وغيّر خارطتها.
يعد أتيلا أبرز قائد للهون، وخلال فترة حكمه سيطر الأخير على رقعة جغرافية هامة، وأنهك الإمبراطورية الرومانية الغربية.
وفي حدود سنة 453 عرف أتيلا الهوني نهاية غريبة عقب نزيف حاد في الأنف. وجاءت وفاته في ليلة زفافه إثر تناوله كمية كبيرة من الكحول.
وأقدم الهون بعد وفاته على وضع سيدهم أتيلا في 3 توابيت، صنع الأول من الذهب، والثاني من الفضة، والثالث من الحديد.
وبعدها تكفل عدد من الأسرى بمهمة دفن أتيلا، تماما كجنكيز خان.
وحاول الهون إخفاء مكان دفن سيدهم أتيلا، فما كان منهم إلا أن أعدموا جميع الأسرى الذين حضروا المراسم الجنائزية.
وخلال الفترة المعاصرة لا يزال مكان وجود قبر أتيلا لغزا محيرا، في أثناء ذلك يعتقد بعض المؤرخين أن القائد الهوني مدفون على أراضي المجر.
قبر الإسكندر المقدوني
في حدود سنة 323 قبل الميلاد، فارق الإسكندر المقدوني الحياة بمدينة #بابل عن عمر يناهز 32 سنة بعد نجاحه في هزيمة الفرس وتأسيس واحدة من أكبر الإمبراطوريات على مر التاريخ.
وبناء على أغلب الأساطير، وضع الإسكندر المقدوني عقب وفاته في تابوت ذهبي قبل أن ينقل نحو ممفيس ليدفن بها.
نقش فسيفسائي قديم يجسد الإسكندر المقدوني
وبعد سنوات نقلت جثة الإسكندر المقدوني نحو معلم جنائزي رسمي بالإسكندرية، وسرعان ما تحول إلى قبلة للعديد من المعجبين، خاصة القادة الرومان، حيث زار كل من يوليوس قيصر وأغسطس قيصر وكاليغولا قبر الإسكندر المقدوني، لكن في حدود سنة 199 أمر الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس بإغلاق مزار القائد المقدوني بشكل نهائي.
وعلى مدار القرون التالية فقدت جثة الإسكندر المقدوني بشكل تام، وفشلت جميع محاولات إيجادها.
وتضاربت آراء المؤرخين المعاصرين حولها، فبينما اعتقد البعض أنها في الإسكندرية، اتجه البعض الآخر للحديث عن تواجدها باليونان أو إيطاليا.
العربية نت