من المؤسف جداً والمُحزن أن نصل في القرن الحادي والعشرين إلى هذا الحال، بدلاً أن نخطو إلى الأمام نتراجع آلاف الكيلومترات إلى الوراء، فبعد أن كان الحصول على الوقود أسهل من المياه وحسبناه إنجازاً مشرفاً ومُشرقاً للإنقاذ، هانحن نتراجع بسرعة البرق إلى المربع الأول، لدرجة أن أصبح الحصول على الوقود في “الولايات” أيسر منه الحصول على قطعة أرض سكنية أو مشروع زراعي، دعونا نقرأ للشيخ جعفرعبدالصادق العراجيب وهو يحكي عن مُعاناته هذا الصباح في يوم الأحد 11 رمضان 1439هـ .
وقد يلتبس عليكم الأمر وتظنونه يبحث عن قطعة أرض أو محل تجاري أو كُشك، بينما هي بضعة لترات من البنزين يحرك بها مقود سيارته، يقول “عبدالصادق” :
مُنذ السابعة والنصف صباحاً أنا بمباني محلية الدبة لإستخراج كرت الحصول على بنزين وبدونه لن تحصل على جالون واحد!
حضر الموظفون في التاسعة والنصف جهزنا المطلوبات وهي:
١/صورة لشهادة بحث العربة
٢/صورة لرخصة القيادة والرقم الوطني .
جهزنا المطلوبات وبدأنا أولى الخطوات بمقابلة المدير الإداري، فأرجعنا إلى أن نحضر “شهادة سكن” فقلت يا أستاذ بوثيقة الرقم الوطني مذكور عنوان السكن فقال لن نعتمد إلا شهادة السكن !
ذهبت وأحضرت شهادة السكن بعد أن قُمت بسداد إستخراج شهادة السكن وقدرها عشرون جنيهاً !
ويضيف “عبدالصادق” تعال شوف التلتلة، المدير الإداري يحيلنا إلى رجل الشرطة ورجل الشرطة إلى المدير الإداري والمدير إلى موظف وهكذا
الآن الساعة تجاوزت الـ 11:15 في نهار رمضان القائظ ولم أنجز خطوة واحدة !
ويختم داعياً الله تعالى : اللهم نشكو إليك قلة حيلتي وهواني عند محلية الدبة اللهم لاتكلني إلى مدير إداري ملكته أمري ولا إلى رجل شرطة يتجهمني، اللهم أجأر إليك بالدعاء والشكوى في شهر الرحمة والنجوى.
ويُذكر أن رسوم هذا الكرت لسيارات البنزين 100 جنيهاً والجازولين 400 جنيهاً .
نسوق هذه المعاناة “المُذلة” للأخ الوالي الجديد الذي أعلن أن مكاتبه ستكون بالمحليات وليبدأ من الدبة !
ابومهند العيسابي