تابعت حلقات من مسلسل عشم السوداني بجانب الضجة التي أثارها، وبدا لي أن هذا العمل الدرامي تحديدا غارق في السذاجة وهنالك أكثر من مدخل يمكن نقده به بإستثناء الميزة الوحيدة التي أغضبت البعض، وهى الفتيات اللواتي ظهرن فيه كما هن على الطبيعة،
بمعنى أنه كان جيدا من هذه الناحية فقط، لأن الدراما في حقيقتها هى محاكاة الواقع وليست خطبة للوعظ، أما أن تأخذها بعناصرها جملة أو تتركها فحسب، ولا أعتقد أن أحد ينكر وجود الجميلات من حولنا وقصص الهجر والحنين والغيرة والشلب والمآسي الغرامية على ذلك النحو الذي يبدو في البيوت والجامعات والصالات، بالجنز والضفائر المجدولة أيضا،
ولذلك علق في ذاكرتنا من قبل مشهد فيلم تاجوج وهى متعرقة في الطلح دون أن يكون ذلك خادشا للحياء، لأن ماجدة حمدنا الله والمخرج جاد الله جبارة ارادا رسم مشهد واقعي للمراة السودانية في خدرها، مشكلة (عشم) ليست ذلك الطفح الهائل من (المزز) مشكلته بالضبط تتجلى في الحبكة والحوار والبناء الدرامي، لكنه ربما يكون مقبولا في السياق العام لانتاجه وعرضه، كونه مخصص لقناة فضائية تريد أن تتحرر فقط من منظور الطاهر حسن التوم الجمالي.
بقلم
عزمي عبد الرازق