أصبحنا نعرف الكثير عن أسباب انتخاب ترامب

حاولت كاتبة في مجلة أتلانتيك الأميركية الإجابة عن سؤال هيمن على تفكير العديد من أساتذة العلوم السياسية لما يزيد على عام ونصف العام: لماذا كان البيض الأقل تعليما هم أشد مؤيدي دونالد ترامب وأكثرهم حماسة؟

فقد حار الباحثون بشأن هل كان تصويت تلك الفئة في الانتخابات الأميركية الأخيرة بمثابة نداء استغاثة من التغيرات الاقتصادية التي عصفت بهم؟ أم أن المشاعر المحرضة على ذلك كانت أكثر تعقيدا، ويصعب على صناع السياسة أن يتصدوا لها؟

وبعد مسح وتحليل عميق للبيانات للفترة من عام 2012 إلى عام 2016، ترى أستاذة العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا ديانا موتز أن الفرضية الثانية كانت أكثر صحة.

وتؤكد موتز أن الأمر لا يرجع إلى المصاعب الاقتصادية، بل يتعلق “بالمجموعات المهيمنة التي شعرت بالتهديد من التغيير، وبالمرشح الذي استغل ذلك التوجه”.

البيض خائفون
وتوضح موتز أنه “للمرة الأولى منذ وصول الأوروبيين إلى هذا البلد، قيل للأميركيين البيض إنهم سوف يصبحون قريبا أقلية عرقية”. وتشرح أنه حين يشعر أفراد مجموعة مهيمنة تاريخيا بالتهديد، فإنهم يدفعون بأنفسهم في خضم تقلبات وانعطافات نفسية على أمل إشعار أنفسهم أنهم بخير مرة أخرى.

وأشارت الأستاذة الأميركية إلى عدد من الدراسات في هذا الصدد، منها دراسة خلصت إلى أن تذكير البيض المهتمين بالهوية العرقية بأن مجموعات غير البيض سوف تفوقهم عددا قريبا جعلهم يسارعون إلى دعم ترامب والمطالبة باتخاذ سياسات مناهضة للمهاجرين.

وفي الجانب الاقتصادي، درست موتز الناخبين الذين انخفض دخلهم، أو لم يرتفع كثيرا، أو أولئك الذين فقدوا وظائفهم، أو الذين كانوا قلقين بشأن النفقات، أو الذين ظنوا أنهم تضرروا شخصيا بسبب السياسات التجارية.

لم تحفز أي من هذه الأمور الناس على التحول من التصويت لصالح باراك أوباما في عام 2012 إلى دعم ترامب في عام 2016، بل في الواقع، ازدادت العمالة الصناعية في الولايات المتحدة نوعا ما منذ عام 2010، وكما أشار الكاتب آدم سيروير فقد “هزمت هيلاري كلينتون ترامب بسهولة بين فئات الأميركيين الذين يقل دخلهم عن خمسين ألف دولار في السنة”.

في غضون ذلك، اتضحت بعض الأمور المتعلقة بتأييد الناخبين البيض الأقل تعليما لترامب، من بينها رغبتهم في سيطرة جماعتهم على الساحة، فضلا عن اختلافهم مع وجهات نظر المرشحة المنافسة هيلاري كلينتون في الشؤون التجارية والعلاقة مع الصين.

كما أن مؤيدي ترامب كانوا أكثر شعورا بالتهديد الواقع على “أسلوب الحياة الأميركية”، إلى حد ما، مقارنة بالناخبين الداعمين لكلينتون، معتقدين بأن الفئات الأفضل مكانة مثل الرجال، والمسيحيين، والبيض يتعرضون للتمييز.

لا يندر هذا الإحساس بالاضطهاد العاري من الصحة -بل يزداد- خلال لحظات التغيير الاجتماعي، فوفقا لما كتبته إيما غرين، فإن الإنجيليين البيض يرون مزيدا من التمييز ضد المسيحيين مقارنة بالمسلمين في الولايات المتحدة، فنحو 79% من الناخبين البيض المنتمين للطبقة العاملة، ممن يخشون تبدل “أسلوب الحياة الأميركي” فضلوا ترامب على كلينتون.

وأظهر كثير من استطلاعات الرأي أن دعم الكثير من الرجال لترامب جاء نتيجة لشعورهم بأن وضعهم مهدد في المجتمع، وأن ترامب سيعيد إليهم هذه المكانة ويضمن بقاءها.

الجزيرة نت.

Exit mobile version