المساجد التي عرفت منذ زمن بعيد بخطابها الوسطي والقبول بالآخر والتنوع المذهبي باتت أكثر طائفية وتنفيرًا للمصلين.
في سعيها الحثيث لإحكام قبضتها على المساجد في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، تعمل جماعة الحوثي بالقوة على فرض الأئمة والخطباء لنشر ثقافتها الدينية خاصة خلال شهر رمضان الكريم، الذي تحوله الميليشيات إلى يوميات قاسية تتجاذبها الانتهاكات والخطاب التحريضي الطائفي وفقًا لشهود وسكان محليين.
المساجد اليمنية التي عرفت منذ زمن بعيد بخطابها الوسطي والقبول بالآخر والتنوع المذهبي، باتت طائفية منفرة للمصلين، وبحسب أحد سكان صنعاء القديمة فإن المسجد الذي اعتاد أن يصلي فيه منذ كان في العاشرة تحول بعد الانقلاب الحوثي إلى منبر للخطاب الطائفي العقيم.
وقال في حديث لـ”إرم نيوز”: لم يعد رمضان مثل الأيام الماضية، فقد بات المسجد يحمل وظيفة التحشيد الطائفي والخطاب التحريضي، ولم يعد مكانًا للروحانية وقراءة القرآن، والشعور بالطمأنينة.
وتتبع الميليشيات الحوثية إستراتيجية فرض خطابها الشيعي بالقوة، في المنابر ووسائل الإعلام المملوكة للدولة والتابعة لها، أمر يراه الكثير من سكان اليمن “ابتعادًا عن قيم التسامح الديني وفرض معتقدات غريبة على اليمنيين”.
وقال المدون اليمني “فيصل منصور” لـ”إرم نيوز”: تغيرت الكثير من العادات الرمضانية منذ اقتحام الحوثيين للمساجد في الكثير من المناطق، لتكون شعاراتها الشيعية جزءًا من فرض فكرها بالقوة على اليمنيين الذين يؤمنون بالتعددية الفكرية واختلاف المذاهب الإسلامية. مضيفاً: “المعتقدات الشيعية التي تروج لها جماعة الحوثي لا تمت بأي صلة لما تربى عليه أبناء اليمن”.
وقال باحث يمني – رفض الكشف عن هويته-لـ”إرم نيوز”: “المساجد بيئة خصبة لجر الشباب والمراهقين إلى مربع العنف والإرهاب والتجنيد، وهذا ما تعرفه جماعة الحوثي جيداً وتعمل ليل نهار على تثبيت خطابها الديني من خلال منابر المساجد، وهو ما يعطي مؤشرًا خطيرًا على محاولة الجماعة استغلال المساجد لتجنيد الشباب للقتال في صفوفها”. متابعاً : “حولت المساجد من وظيفتها الاجتماعية والدعوية إلى نشر الفكر الشيعي ودعوات التفريق لا التجميع تحت شعارات متعددة وعناوين كثيرة.
وتابع: “شهر رمضان بالنسبة لجماعة الحوثي فرصة جديدة لتسويق أفكارها في أوساط الشباب والمراهقين وصغار السن”.
إرم نيوز