أسامة الجوخ .. هل تذكرون هذا الاسم؟

(1) > التغريد خارج السرب.
> اذا غرقت سفينة أو ..

> حرق مصنع أو..
> سقطت طائرة أو..
> حدثت كارثة …تابع نشرة التلفزيون القومي سوف تجدهم يتحدثون عن العيد الوطني لتشاد او العيد الوطني للنرويج …او العيد الوطني للصومال.
> المهم أنهم لن تجدهم يتحدثون عن (الحدث).

(2)
> في 8 أبريل 1991 التاريخ الذي كان يصادف 22 رمضان..كان المخرج اسامة الجوخ برفقة 7 أشخاص من تلفزيون السودان في مطار الخرطوم خروجاً للسفر من أجل مهمة عمل رسمية…إذ كانوا يجهزون أنفسهم لتصوير برنامج عن مجري نهر النيل وكانوا يقصدون السفر الى جنوب السودان لتتبع مجرى النهر…لكن لم يتم لهم ذلك, فالطائرة التي كانت مقررة لنقلهم سقطت بعد 7 ثوانٍ من إقلاعها …ليكون اسامة الجوخ المخرج التلفزيوني الشهير أحد شهداء تلك الطائرة الى جانب المصور محمد عوض وآخرين.
> المأساة غطت كل السودان …كان الناس شركاء في (الدمع) فأسامة الجوخ وقتها كان من نجوم التلفزيون وكان يشتهر باسمه المميز وبرامجه الأكثر تميزا…وأسامة الجوخ من جيل المخرجين الذين نقلوا النجومية في التلفزيون من نجومية (المذيع) الى نجومية (المخرج)…والناس تذكر من ذلك الجيل (صالح مطر) المغترب حاليا وعصام الدين الصائغ وحاتم السيد وإسماعيل عيساوي وبدرالدين حسني والراحل عيسى التراب.
> كان اسامة الجوخ أميز هذه الأسماء وقد لمع اسمه في المنوعات والسهرات و(جريدة المساء) البرنامج الأميز في تلك السنوات الذي كان تقدمها تناوبا فتحية ابراهيم ويسرية محمد الحسن وإحسان التوم وهيام المغربي ومن المذيعين كان فيصل عبدالله ومحمد الفاتح السموأل.

> كانت الإلفة كبيرة بين المشاهد السوداني والتلفزيون السوداني قبل ان يصبح التلفزيون فضائية …لذا كان الحزن كبيرا على اسامة الجوخ مثلما كان كبيرا على محجوب عبدالحفيظ ..وليلى المغربي رغم ان التلفزيون السوداني أسقط من ذاكرته هذه الأسماء التي تبقى عند الشعب في الحفظ والصون.
> عندما رحل المخرج التلفزيوني اسامة الجوخ شهيدا وهو في مهمة رسمية لتصوير مجرى النيل وتتبع مجراه, كان الجوخ حديث عهد بالزواج إذ لم يكن قد أكمل العام من زواجه …رحل اسامة الجوخ وترك زوجته (اعتدال صديق شريف) ..هذه المرأة التي جسدت الوفاء والإخلاص في شخصه وقدمت الكفاح والمثابرة لتبقى لابنه الوحيد الأم والاب والاخ والاخت والصديق.. كانت له (الاسرة) بكل تبعاتها..إذ نذرت نفسها له وأخلصت حياتها لتربية ولدها وتعليمه…مع هذا الدور العظيم الذي قامت به اسرياً…كانت اعتدال صديق شريف تجاهد هناك في مجال العمل وهي تعمل كباحثة اجتماعية وتثابر حتى أنها نالت درجة الدكتوراه في علم الاجتماع.
> عندما رحل المخرج التلفزيوني اسامة الجوخ كان قد ترك زوجته اعتدال تحتفظ بأجمل ما يمكن ان تعطيه له الحياة …رحل وترك ابنه في رحم امه..ليأتي وليده هذا للحياة في 18 سبتمبر 1991م اي بعد رحيل والده بخمسة أشهر وعشرة ايام …جاء (محمد) للحياة ليحمل اسم والده وليؤكد (ان الذي خلف لم يمت) …اذ تبقى ذاكرة اسامة الجوخ وشبهه وروحه الخفيفة في شخص ابنه (محمد اسامة الجوخ).

(3)
> المظاهر أصبحت فعلاً خداعة ، ولم يعد (الحرامى في رأسه ريشة) ، فوسائل (التجميل) ، وعملياته ليس فقط على (الأنف) والشفاه والوجه بصورة عامة ، وانما دخل (التجميل) على السلوك والشعور ، وتخلص (اللص) من كل سلوكيات (الإجرام) التي يمكن أن تثير حوله(الشكوك).
> مقولة (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) تحولت الآن الى (أنا لا أسرق ولكني أتجمل) لأن المال والبيت والعربة ، أصبحت اهم مقومات (الجمال).
> معروف ان شكل (الجرائم ) يختلف من وقت الى آخر ، كان في الجاهلية الأولى عبر الحروب والنهب والسلب ، ثم مضى بعد ذلك الى شكل آخر حيث (الهمبتة) ، وعندها كان (النهب) نوعا من الفراسة والرجالة ، إلى ان جاء (قطاع الطرق) ، ثم لصوص السطو الليلي.
> وفي ذلك توجد تفاصيل مختلفة في سلكويات (السرقة) ، بمسمياتها الشعبية ما بين (النشال) ، وحرامي هدوم الغسيل ، وحرامي (الجداد) ، وغيرها من الأسماء والمصطلحات التي تختلف من بيئة إلى بيئة .

(4)
> مازال الكتاب يحتفظ بقيمته, وفي ذلك يقول الروائي الإيطالي أمبرتو إيكو:
> الخبر السار هو أن الكتب ستبقى ولن نستغني عنها، ليس في الأدب فقط بل في جميع الحالات التي يحتاج فيها المرء الى القيام بقراءة دقيقة لنص ما، ليس فقط ليحصل منه على معلومات، ولكن ليفكر في المعلومات التي يقدمها له الكتاب ويتأملها.

محمد عبدالماجد
الانتباهة

Exit mobile version