إسحق فضل الله: روشتة لنصف موت

دكتور تجاني عبد القادر يكتب أمس.. وفي الكتابة البروف يتمنى على الناس / الشباب/ أن يتجاوزوا ثنائية (إسلامي/ علماني).
وبطريقة أهل البحوث والروح الطويلة الرجل يقص سيرة السودان وكلها تدور في وتد (علماني/ إسلامي)

ويقول في الوتد الأخير
(وبينما الزحف الصحراوي يبتلع المزارع كنا نتقاتل حول قوانين سبتمبر.. والملايين في المجاعة والهجرة ونحن نقتتل حول إسلامية أو علمانية الدولة و..)
الدكتور يتمنى على الناس أنه .. الجفلن خلهن.. أقرع الواقفات
والدعوة تصبح / عندنا/ عنواناً ضخماً.. لشيء هو ما يطحن كل شيء الآن..
ويسمى العجز!!
(2)
> وخراب الآن.. نعم خراب..
> والصورة الآن هي (لتفسير الخراب هذا وسببه) من عنده خيط من معرفة المجتمع قال إن
: الأمر هو
: حرب.. والحرب تصنع الفقر والفقر يصنع العزوبية والعزوبية تصنع الفجور .. والفقر يصنع (الخلعة) ويجعل كل أحد يجري للغنى.. وتحت الأقدام من يسقط يصبح نوعاً من الجثث التي تطلق عفونات المجتمع و.. والمجتمع يخرب
ومن عنده خيط من نزاع الإسلاميين قال إن الأمر هو: نزاع يجمع نافع وأسامة والجاز من جهة والبشير وعلي عثمان وفلان وفلان من جهة
(والتوزيع هنا افتراضي جدلاً.. فقط).. وإن كل أحد يتربص
ومن عنده خيط من صراع الإسلاميين والعلمانيين قال ما قاله الدكتور أعلاه
ومن عنده خيط من تربص العالم بالسودان يذهب إلى الجنائية
ومن عنده خيط من صلة السودان بتركيا جعل من صداقة أردوغان بالشيخ أبو حسنين نسيجاً
ومن عنده ومن عنده
كل من عنده خيط قام ينسج.. لتصبح المفاجأة هي أن الخيوط هذه التي ينسجها الناس تصبح (هي) من ينسج الشيء الحقيقي الوحيد عند الناس
العجز..!!
(3)
والعجز وتعاملنا معه الذي يجعله غولاً سميناً ما يرسمه هو
المرأة في الحكاية كان زوجها شخصاً فيه كل ما تكرهه أنت من السوء
وحين سألوها كيف بقي الزواج تحت هذا الإذلال قالت
: كنت.. كلما فعل شيئاً مذلاً.. أقول لنفسي.. إنه محظوظ.. فهو لم يفعل واحدة من الأشياء العشرة التي لا أتسامح فيها أبداً
وفتاة تنفرد بالمرأة وتسألها عن الأشياء العشرة هذه التي لا تسامح فيها
المرأة في حزن قالت
: الحقيقة هي أنه لا وجود للأشياء العشرة هذه ولا غيرها .. ولكني أقول ذلك لنفسي حتى اغطي وجهي بإصبعي
ونحن والعالم العربي نظل كلما فعلت إسرائيل شيئاً قلنا إن إسرائيل محظوظة لأنها لم تفعل واحدة من الأشياء العشرة التي لا نتسامح فيها
والقدس أمس الأول..
(4)
والعجز..
والأسبوع الماضي كان هو أسبوع الانتخابات في تونس في مصر في العراق في لبنان
وما يحدث هو
: الناس لم تذهب للتصويت
والناس للإفلات من الفقر..ولنصف قرن.. جربت الانتخابات وجربت الانقلابات.. وجربت الثورة وجربت حتى ما يحدث الآن في ليبيا وسوريا
لكن.. دون فائدة.. الفقر بقي كما هو
والناس استسلمت للعجز الآن
(5)
والسنوات الخمس الأخيرة حدثها الأعظم كان هو (مهاجرو الزوارق) والغرق بالآلاف
ومجلة قديمة اسمها أبواب عام 1985 تحكي حكاية مقهى في الشاطئ في المغرب والمقهى حيطانه مغطاة بالصور النصفية لشباب
والصور حكايتها هي أن كل أحد يلصق صورته على الحائط وعليها رقم هاتف أسرته.. ثم يركب الزورق
وصاحب المقهى إن هو لم يتلق مكالمة من صاحب الصورة بعد ساعتين فإنه يتصل بأسرة الشاب يبلغهم وفاته في البحر
والفقر كان.. منذ نصف قرن يتمدد
والسودان سلسلته هي سلسلة الصراع للخروج من الفقر هذا
(6)
> ودكتور التجاني ينسب الفقر إلى الصراع.. صراع (إسلامي/ علماني)
> وهذا نصف الحقيقة فقط.. فالنماذج كلها للفقر كله في الدول العربية كلها ما يصنع الفقر فيها ليس هو صراع إسلامي علماني بل شيء وأشياء طويلة أطول من شهيق الحسرة.. ونعود إليها
> وفي عصر رمضان لا نستطيع أن نقول أكثر من هذا
> ونعود للدكتور

إسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version