الإتيكيت النبوى فى «العزومات»

من أجمل الأمور التى يتميز بها شهر رمضان الكريم كثرة العزومات عند الأهل والأحباب، ولكن فى بعض الأحيان نتعرض لبعض المواقف المحرجة عند جلوسنا على السفرة، وما إن يضرب مدفع الإفطار ويعلو صوت أذان المغرب حتى نجد كثيرا من الناس ينكب على الطعام يمينًا ويسارًا كأنه لم يرَ أكلا من قبل.

نعم نكون صائمين ونشعر بالجوع، ولكن هناك «إتيكيت» وآدابا علمنا إياها النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند الطعام وعندما نكون على موائد الطعام والشراب.

أحد الصحابة الكرام وهو عمر بن أبى سلمة رضى الله عنه يحكى لنا كيف تعلم «إتيكيت» الأكل من النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: كنت غلامًا فى حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت يدى تطيش فى الصحفة، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: («يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك»، فما زالت تلك طُعمتى بعد).

فالنبى صلى الله عليه وآله وسلم.. جمع له «إتيكيت الأكل» فى كلمات بسيطة.. قال له: «يا غلام.. سم الله.. وكل بيمينك.. وكل مما يليك».

فى بعض الأحيان يقدم لنا طعامًا ساخنًا جدًا لا نستطيع أن نأكله مباشرًا ويضطر البعض إلى أن ينفخ فيه لكى يبرده، وهو سلوك خاطئ فى العزومات وغيرها، فهو خاطئ من ناحية الأدب، وخاطئ أيضًا من الناحية الطبية.

وقد روى أبوهريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن النفخ فى الطعام والشراب.

كما علمنا النبى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ألا نملأ بطننا بالطعام والشراب لدرجة عدم استطاعتنا التنفس، وعملنا كيف نقسم مساحة المعدة إلى ثلاثة أجزاء على نحو صحى فقال: «ثلث للطعام.. وثلث للشراب.. وثلث للنفس»، فقال: «ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».

وبعد أن تنتهى من الطعام لا تنس أن تحمد الله وتقول: «الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وجعلنا مسملين».. ولا تنس أيضًا أن تدعو لمن استضافك فتقول له: «أفطر عندكم الصائمون.. وأكل طعامكم الأبرار.. وصلت عليكم الملائكة».

المصري اليوم

Exit mobile version