رمضان بنكهة الفلفل الحار
* رمضان كعادته لا يخلف وعدا ، تجده حاضرا بكل الألق كحال عاشق ،لم يزل في الدرج الأولى من سلم العشق ، يحمله جناح الشوق في عجل الينا ، فهو لا يحتمل أن يصفه ذلك المحبوب بالمتخازل ، الجميع هنا اتخذوا منهجا مختلفا للقاء ، ستراتهم متباينة ومداخل الطرقات ، بعضهم غادر إلى مكان أكثر سكينة، وبعضهم لم يزل يركض وسط الزحام ، يتصافحون جميعا بعد كل صلاة ، يحملون بين ايديهم مسبحة ، ويبتهلون على مدار الساعة…
* طفل يركض خلف السيارات ، واخر ممدد على الرصيف ، وامرأة تكاد تخلع زجاج سيارتك بيديها ،تستجدي عطفك أن ترحم طفلها الصغير ،بقطعة نقدية لم تعد ذات قيمة.
في تلك اللحظة تبدلت إشارة المرور الى اللون الأخضر ، أدركت ساعتها ان الصدقة هي مفتاح الطرقات المغلقة ، لم يكن اليوم قصيرا ، والشمس تظل تذيب قشرتنا الخارجية ، تختبر تلك الحالة من الصبر اللامتناهي على عشق لا فكاك منه …
* يظل هذا الشهر معبرنا إلى الذات النقية ، نخلع فيه ثوب الرياء ، نكشف الطريق إلى بؤرة الضوء بداخلنا ، لنبلغ الصفاء الروحي ، الرضا الوجداني ، السلام والسكينة، في الطرقات الواسعة ، الأزقة الضيقة ، تحت ظل شجرة يابسة أو بين اشلاء البيوت ، ليتنا نبحث عن ابتسامة غائبة نعيدها مرة اخرى إلى تلك الوجوه ، أو نجهض صوت معدة فارغة بقطعة خبز ، أو ربما بعض الدعاء لمن غاب ولم يستطع العودة مرة أخرى ..
قصاصة أخيرة
رمضان والفلفل سيان في حلاوة النكهة وحرارة المذاق.
قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة