قراءة في سجل التعديل الحكومي .. الشريف محمد عباد .. أين تؤشر بوصلة والي الشمال الدارفوري؟

أجرت رئاسة الجمهورية تعديلات دستورية مهمة على الجهاز التنفيذي قضت بمغادرة ثمانية من الوزراء الاتحاديين وخمسة من وزراء الدولة وعشرة ولاة. وفتح التعديل مبحثًا كبيرًا لما ينتظر القادمين الجدد، ونحن هنا نسلط الأضواء على بعض الولايات لتوضيح فرص النجاح واحتمالات الفشل في إدارة الملفات، بادئين بوالي شمال دارفور الجديد الشريف محمد عباد سموح الذى وقع الاختيار عليه مؤخرا لإدارة ملفات الولاية خلفًا لواليها السابق عبد الواحد يوسف.

خلفية

الشريف محمد عباد صاحب الـ(47) عامًا من أبناء ولاية غرب كردفان محلية الخوي، تنقل بين المواقع التنفيذية والسياسية والتشريعية على مستوى الولايات والمحليات، إذ شغل منصب نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية شمال كردفان، كما عمل معتمداً لمحلية بارا ومن ثم ودبندة. أما آخر المواقع التشريعية التي شغلها فكان رئيس المجلس التشريعي لولاية غرب كردفان لدورتين وكان له دور بارز في إجازة دستور الولاية بعد عودتها من التذويب وقانون الإدارة الأهلية والمجلس الأعلى للسلم والمصالحات القبلية وقانون الاستثمار والعديد من القوانين والتشريعات المهمة التى كان لها دورها في رتق النسيج الاجتماعي وتحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ مشاريع التنمية والخدمات بالولاية.

التحديات

أهم التحديات التى تواجه الوالي الجديد تنفيذ المزيد من مشاريع التنمية بالمحليات لتسهم في تفكيك معسكرات النازحين والعودة الطوعية لقراهم بعد أن تجاوز عددهم الـ(75) ألف نازح. بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار الأمني خاصة بالمناطق الحدودية مع دولة ليبيا ومراجعة بعض المناطق التى تعمل على إدخال السيارات غير المقننة وتهرّيب الوقود والسلع الإستراتيجية، كما ينتظر من الوالي عباد دعم عمل لجنة حماية الموسم الزراعي والحسم الفوري لنزاعات الرعاة والمزارعين.

ومن التحديات الأخرى مشكلة مياه الولاية خاصة في عاصمة الولاية الفاشر التى توجد بها شبكة ضعيفة لا تغطي كل أحياء المدينة وهذه تحتاج من الوالي الجديد لمتابعة الاتفاق الموقع بين حكومة الولاية والمنفذين للمشروع لحل مشكلة مياه الفاشر بقيمة (17) مليار دولار.

وتمثل مشكلة كهرباء الريف وعاصمة الولاية هاجساً حيث تحتاج الولاية إلى (18) ميقاواط والفجوة تمثل (5) ميقاواط وتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية يسد الحاجة بصورة مؤقتة بمدينة الفاشر، وللحل الجذري فمطلوب من الوالي الجديد متابعة مشروع توصيل الكهرباء من الشبكة القومية والذي اكتملت دراسته وحدد مساره.

ويحتاج الوالي عباد لكسب ثقة كل أبناء الولاية داخل وخارج السودان والجلوس معهم فور أدائه القسم بالخرطوم قبل السفر إلى الفاشر والاتفاق معهم حول برنامج عمل يحقق التنمية والخدمات للولاية وتكوين لجنة تعد لقيام مؤتمر جامع بالفاشر يشارك فيه كل أبناء الولاية لمناقشة قضايا الولاية بشفافية ووضع مصفوفة لتنفيذ المشاريع المتفق عليها، كما ينتظر من الوالي عدم فرض برنامج المؤتمر الوطني والعمل بروح الفريق الواحد واتباع سياسة الباب و(الموبايل) المفتوحين للاستفادة من جهود كل أبناء الولاية والاتفاق على برنامج الحد الأدنى.

وتعتبر شمال دارفور من الولايات المترامية الأطراف وهي الولاية الوحيدة من ولايات دارفور التي لم تقسم حيث توجد بها (18) محلية وإدارتها تحتاج لطاقم دستوري قوى ونزيه ولا مكان للكوادر الضعيفة.

ومن التحديات الأخرى ضرورة خلق علاقات تنسيقية جيدة مع الإدارة الأهلية التي تمثل مفتاح التواصل مع مجتمع الولاية والضامن الحقيقي لتنفيذ مشاريع التنمية والخدمات، وبالضرورة أن يهتم الوالي عباد بمعاش الناس وتنفيذ برنامج إصلاح الدولة مكافحة الفساد والسيطرة على الحدود ومنع عمليات التهريب.

عوامل النجاح

هنالك تشابه كبير بين المشاكل الأمنية في شمال دارفور وغرب كردفان لذا فإن الشريف عباد لن تواجهه مشكلة في التصدي للقضايا الأمنية.

فالنسيج الاجتماعي بالولاية متماسك وبسيط ومتسامح، ومشاركته في قضايا الأمن و التنمية والخدمات يسهل من مهمة الوالي الجديد. والجهود التي بذلتها الدولة في عملية جمع السلاح حققت الأمن بنسبة تفوق الـ(90%) وهذا يجعل الوالي عباد ملتفتاً بصورة أساسية لقضايا التنمية والخدمات.

وتعد ولاية شمال دارفور ولاية إنتاج زراعي ورعوي وبستاني فالاهتمام بها وحل النزاع بين الرعاة والمزارعين يجعلها تسهم في تنفيذ مشاريع التنمية والخدمات. والمشاريع التي تم تنفيذها عبر برنامج سلام دارفور سيصبح لها دورها في استقرار الأوضاع وعودة النازحين لقراهم.

صحيفة الصيحة.

Exit mobile version