بدأت السلطات الألمانية إجراءات ترحيل الحارس الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي يحمل الجنسية التونسية إلى بلده تونس، بعد موافقة السلطات التونسية على استقباله، وتقديمها ضمانات بعدم تعريضه إلى التعذيب والاعتقال أو إلى أيّ معاملة سيئة أخرى.
وقالت صحيفة بيلد الألمانية أمس الجمعة، إن “وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أمر سلطات الهجرة بالتعجيل بالإجراءات التي ستسمح لألمانيا بترحيل متطرف مشتبه به عمل من قبل حارسا شخصيا لأسامة بن لادن”.
وجاءت هذه الخطوة لتهدئة الرأي العام داخل ألمانيا، بعدما أثارت قضية (سامي.أ) البالغ من العمر 41 عاما، غضبا شعبيا الشهر الماضي برفض استمرار بقائه على الأراضي الألمانية وحصوله على المعونات المالية من الدولة، لكونه يمثل خطرا يهدّد أمن بلادهم.
ومنذ عام 2006 تحاول السلطات الألمانية، ترحيل الحارس الشخصي السابق لبن لادن المصنف ضمن “العناصر ذات مصدر الخطر المحتمل” على أمن ألمانيا وتسليمه إلى بلاده، إلا أن مخاطر تعرّضه للتعذيب في بلده تونس حالت دون ذلك، بالرغم من مرور 7 سنوات على التغيرات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وكانت السلطات التونسية استنكرت المزاعم التي روّجها القضاء الألماني بشأن إمكانية تعرض مواطن تونسي إلى التعذيب داخل تونس، حيث أوضح مهدي بن غربية وزير حقوق الإنسان التونسي، في تصريح لوسائل إعلام ألمانية، أن تونس لم يعد فيها أيّ شكل من أشكال التعذيب.
وأضاف بن غربية قائلا “أستطيع أن أؤكد لكم وأن أضمن لكم أنه لا يوجد تعذيب عندنا، نحن دولة ديموقراطية ومحاكمنا تتصرّف وفقا للقانون، أولئك الذين يتمّ ترحيلهم ويعودون إلينا من خارج البلاد، ستتمّ معاملتهم بطريقة ديمقراطية وسخيف أن يتم اتهامنا من قبل النظام القضائي الألماني بأن دولتنا ستعذب سامي أو غيره إذا تم ترحيله”.
يذكر أن (سامي.أ)، ذهب من تونس إلى ألمانيا للدراسة سنة 1997، ثم سافر إلى أفغانستان وانضمّ لتنظيم القاعدة سنة 1999 وأصبح حارسا شخصيا لزعيمه السابق أسامة بن لادن، ثم عاد واستقرّ لاحقا في ألمانيا.
وكانت ألمانيا رحلّت مطلع الشهر الجاري، تونسيا آخر هو (هيكل. س)، الذي يشتبه في انتمائه إلى تنظيم داعش ويتهم بالتورط في عدد من الهجمات في تونس ومن بينها الهجوم على متحف باردو في 2015 والذي أودى بحياة ما يربو على 20 شخصا.
العربية