بداية من اختيار الكعك والزهور وحتى أغطية الكراسي، يعرف أي شخص خطط في أي وقت لحفل زفاف أنه قد يكلف ثمنا باهظا.
لكن عندما يتعلق الأمر بحفلات الزفاف الملكية، التي تشهد حضور شخصيات مهمة وإجراءات أمنية ومشاهد البذخ، تكون الفاتورة بالملايين.
بالتالي، ماذا نعرف عن تكلفة حفل زفاف الأمير هاري وميغان ماركل؟ وما هي حصة دافعي الضرائب؟
كلفة التأمين
يقام حفل الزفاف في مدينة ويندسور. ويتوقع زيارة أكثر من 100 ألف شخص المدينة.
وأرسلت دعوات الحفل لـ 600 ضيف، بجانب 200 شخص دُعوا إلى حفل الاستقبال الذي يقيمه الزوجان في المساء.
وفوق كل ذلك، سيزور 1200 شخص من الجمهور قلعة ويندسور.
وتتطلب إدارة كل هذه الأعداد تخطيطا قويا ومحكما.
ومن المؤكد تقريبا أن كلفة التأمين ستكون أكثر بنود الحفل تكلفة
ولم تعلق وزارة الداخلية عندما اتصلت بها وحدة تدقيق الوقائع في بي بي سي، قائلة إن الكشف عن تكاليف تأمين الشرطة للحفل قد تهدد “الأمن القومي”.
وبالمثل، عندما اتصلنا بشرطة منطقة “تايمز فالي”، قالوا “لن نمدكم بأي معلومات، متأسفون، على الرغم من أننا نعرف أنكم تحبون الأرقام”.
ومع ذلك، نعرف أن شرطة العاصمة البريطانية، لندن، أنفقت 6.35 مليون جنيه إسترليني (من أموال دافعي الضرائب) لتأمين زفاف دوق ودوقة كامبريدج (الأمير وليام وكاثرين ميدلتون).
وكان ذلك استنادا إلى بيانات صدرت لوكالة برس أسوشيشن للأنباء بعد تقدمها بطلب في ظل قانون حرية تداول المعلومات.
لكن من الصعب إجراء مقارنة مباشرة مع حفل زفاف الأمير هاري وماركل، حيث أن الموقع وعدد الضيوف مختلفان.
تكاليف أخرى
ولم يعلن قصر كنزنغتون أي تفاصيل بشأن خططه للإنفاق على الزفاف.
ولا يمثل ذلك في الواقع أي مفاجأة، وذلك لأن التكلفة الرسمية لزفاف الأمير وليام وكاثرين لم يكشف عنها حتى الآن.
ويضعنا ذلك في دائرة التقديرات غير الرسمية، التي يجب التعامل معها بكل حذر.
ويقول موقع، “برايدبوك” البريطاني، المتخصص في تنظيم حفلات الزفاف، إن إجمالي تكلفة الحفل قد تصل إلى 32 مليون جنيه إسترليني، بما في ذلك التأمين.
وقدر الموقع تكاليف الكعك بـ 50 ألفا، والزهور بـ 110 آلاف جنيه إسترليني، بينما قدر الطعام بـ 286 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى بنود أخرى.
واتصلت وحدة تدقيق الحقائق بمالك الشركة التي تدير الموقع، هميش شيبراد، لتسأله عن الطريقة التي استخدمتها الشركة للوصول إلى هذه التقديرات.
وأوضح شيبراد أن الرقم البالغ 32 مليون جنيه إسترليني استند إلى افتراض أن العائلة المالكة دفعت كلفة كل شيء بسعر السوق.
لكن مع غياب أي بيانات رسمية، يظل الأمر ضمن دائرة التخمين.
فعلى سبيل المثال، لا نعرف ما إذا كان المورّدون سيقدمون عروض خصومات كبيرة مقابل امتيار تقديم خدماتهم لزفاف ملكي.
من يدفع؟
ستغطى تكاليف تأمين الزفاف من أموال دافعي الضرائب.
في البداية، سيتعين على شرطة تايمز فالي تحمل التكلفة بنفسها.
لكن القوة سيكون من حقها التقدم بطلب للحصول على منحة تمويل خاصة من وزارة الداخلية بعد الحفل لاستعادة بعض التكاليف.
ومنحة التمويل الخاصة هي مبلغ مالي منفصل يمكن للقوات التقدم بطلب للحصول عليه إذا كان يتعين عليهم تأمين أحداث خارج نطاق اختصاصهم المعتاد.
أما بالنسبة لباقي تكاليف الحفل الإجمالية، فقد قالت العائلة المالكة إنها ستدفع ثمن البنود الخاصة في الزفاف.
وتتلقى الأسرة المالكة كل عام مبلغا كبيرا من المال من صندوق يعرف باسم “المنحة السيادية” الذي تدفعه مباشرة وزارة المالية.
وتحتسب المنحة على أساس نسبة من الأرباح التي تحققها “محفظة التاج الملكي” العقارية التي تضم كثيرا من عقارات منطقة “ويست إند” في لندن.
وتقدر هذه الأرباح هذا العام بنحو 82 مليون جنيه إسترليني.
كما يستفيد بعض أفراد العائلة المالكة من الحصول على دخل إضافي.
فمثلا، يحصل الأمير تشارلز على أموال من ملكية دوقية كورنوال، وهي محفظة من الأراضي والممتلكات والاستثمارات المالية.
لكن ليس من الواضح ما هي المصادر التي سيختارها القصر لتمويل حفل الزفاف.
بي بي سي عربية