ويواصل محمود الكذاب تخليطه فيزعم أن أمة المؤمنين لا تبدأ إلا مع (الرسالة الثانية) التي (بُعث) بها محمود محمد طه في القرن العشرين أما قبل (ابتعاث) محمود فإنها أمة المؤمنين التي بدأت من سيدنا أبي بكر الصديق مرورًا بكل الرجال والأزمان إلى ان (بعث محمود).
من تراه أوحى إلى هذا الشيطان أنه رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم، غير الشيطان الرجيم الذي أضل كثيرين منذ وقبل مسيلمة الكذاب؟!
والله إني لست مندهشا من الذين يعتبرون محمود محمد طه مفكراً ويذرفون عليه دموع التماسيح بالرغم من أنهم ليسوا من اتباعه، فهؤلاء العلمانيون والشيوعيون لا يفعلون ذلك إلا كيدًا للإسلام الذي يشنون الحرب عليه تشويشاً وتعويقاً لمسيرته الظافرة إنما مندهش من الذين لا يزالون يتعلقون بذلك الوهم المسمى محمود اعتقاداً فيه بالرغم من أنهم رأوه رأي العين مجندلاً مرتطماً بالأرض بعد أن سقط من حبل الإعدام وما كانوا يتخيلون أنه سيموت إلا بعد أن يكمل (رسالته) كما اعترفت ابنته المسكينة أسماء لقناة الشروق الفضائية، لكن العزة بالإثم جعلتها وغيرها من الضالين المضلين يصرون على الانتحار وبئس القرار ملقين بأنفسهم في التهلكة والخسران المبين ويا له من خسران.
أرجو في المقال التالي أن تبقوا مع د. الباقر عمر السيد ليشرح لكم بعض تخاليط ودجل هذا الموهوم المغرور الذي أورده شيطانه موارد الهلاك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
أمة المؤمنين وأمة المسلمين:
أمة المؤمنين هي التي يزعم محمود محمد طه أنها أمة ما أسماه “بالرسالة الأولى” وهي عنده الأمة التي تضم الصحابة ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا..
يقول محمود: (الرسالة الأولى هي التي وقع في حقها التبيين بالتشريع وهي رسالة المؤمنين، والمؤمنون غير المسلمين، وليس الاختلاف بين المؤمن والمسلم اختلاف نوع وإنما هو اختلاف مقدار فما كل مؤمن مسلم ولكن كل مسلم مؤمن…).
ويقول: “أمة البعث الأول – أمة الرسالة الأولى – اسمها المؤمنون لدى الدقة، وإنما أخذت اسم المسلمين الذي ينطبق عليها عادة من الإسلام الأول وليس على التحقيق من الإسلام الأخير”.
المؤمن الذي ينتمي إلى أمة المؤمنين – كما يزعم محمود – يرتقي فقط ثلاث درجات من درجات السلم السباعي الذي حددته الفكرة الجمهورية وهذه الدرجات هي التي تشكل – عند محمود – الرسالة الأولى من الإسلام، وهي ما يعرف في الفكرة الجمهورية – كما ذكرنا – بمرحلة العقيدة أو مرحلة الإيمان.
هذه الدرجات هي الإسلام – الإيمان – والإحسان، أما المسلم – عند محمود – وهو الذي ينتمي إلى أمة المسلمين – أمة الرسالة الثانية – فإنه يبدأ بما بدأ به المؤمن في أمة المؤمنين أي أنه يبدأ بالإسلام فالإيمان ثم الإحسان.. غير انه لا يتوقف في ترقيه عند هذا الحد بل يتعدى هذه الدرجات الثلاث إلى ما بعدها من درجات سلم الترقي وهي علم اليقين، علم عين اليقين، علم حق اليقين، ثم يتوج ذلك بالإسلام الأخير كما يزعم محمود.
هذه الدرجة التي تبدأ بعلم اليقين تدرجاً إلى الإسلام الأخير هي ما يعرف في “الفكرة الجمهورية” بمرحلة الحقيقة أو مرحلة العلم كما سبق ذكره..
وهذا يعني أن المسلم في الفكرة الجمهورية أرفع درجة من المؤمن، وكذا يعني أن المؤمن يقصر عن شأو المسلم حيث أنه لا يتجاوز مرحلة الإيمان إلى مرحلة العلم!!.
وأمة الرسالة الثانية – كما يزعم محمود – لم تظهر بعد وهي كما يقول محمود “مرجوة الظهور في مقبل أيام البشرية.. وسيكون يوم ظهورها يوم الحج الأكبر، وهو اليوم الذي يتم فيه تحقيق الخطاب الرحماني بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
والرسول صلى الله عليه وسلم – عند محمود والجمهوريين – هو طليعة الأمة المسلمة وهو كأنما جاء لأمته – أمة البعث الأول – أمة المؤمنين – من المستقبل، يقول محمود: “لقد كان محمد يومئذٍ طليعة المسلمين المقبلين وهو كأنما جاء لأمته، أمة المؤمنين من المستقبل، فهو لم يكن منهم، فقد كان المسلم الوحيد بينهم”.
وهذا يعني أن الصحابة – رضوان الله عليهم – ومن تبعهم حتى ظهور أمة المسلمين ليسوا بمسلمين بل هم مؤمنون فحسب!! وطليعة أمة المؤمنين في “الفكرة الجمهورية” هو أبوبكر الصديق “رضي الله عنه”.
يقول محمود “لقد كان أبوبكر وهو ثاني اثنين طليعة المؤمنين”. وواضح من هذا التقرير أن (الفكرة الجمهورية) تنفي عن الصحابة – رضوان الله عليهم – صفة الإسلام، ولكن القرآن الكريم يفحم محمود وأصحابه، يقول تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). وقد تقبل الله تعالى من الصحابة إسلامهم بل بشر بعضهم بالجنة يقول تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم بجناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) فإن لم يكن الصحابة من المسلمين!! كيف يعد الله لهم جنات خالدين فيها أبداً وهو القائل جل جلاله “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
كذلك زعمه ان الرسول صلى الله عليه وسلم “كأنما جاء إلى أمته – أمة المؤمنين – من المستقبل”، لأنه هو المسلم الوحيد بين أمته (أمة المؤمنين) لهو تطاول على نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وسوء أدب معه خاصة اذا ما علمنا ان محموداً يعني بذلك أن رسولنا الكريم هو واحد من أمة المسلمين، وهي حسب مصطلحات الجمهوريين أمة هذا الزنديق محمود محمد طه عليه من الله تعالى ما يستحقه.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة