* أزمة الغاز والوقود والمواصلات تتفاقم
* مواطنون: ارتفاع اسعار السلع اصبحت جحيم لا يطاق
* عمال: اسعار سلة العمال مرتفعة جدا والبعض رفض استلامها
* الجريدة ترصد فوضى في السوق وانعدام تام للرقابة الحكومية وانفلات في الأسعار
(أزمة الوقود… المواصلات .. الغاز ..ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية ) ..هكذا يستقبل المواطنون رمضان في عام الرمادة الحالي وسط وعودات حكومية بحل كل هذه الازمات ابتداء من وفرة السلع والتي توقع خبراء أن تشهد البلاد ندرة في بعضها وانتهاء بإحكام الرقابة على الأسواق وضبط الأسعار ومحاربة السوق الاسود الذي ينشط هذه الايام في بيع الوقود والغاز ..الجريدة رصدت حركة الشارع السوداني خلال الايام الماضية ويوم أمس الذي شهد اقبالا كبيراً على الاسواق وحركة كبيرة للمركبات العامة ونشاط مكثف لتجار الجملة والقطاعي وحركة بيع واسعة للسلع الرمضانية. بينما رصدت انعدام للغاز وبيعه في السوق الاسود حيث وصل سعر الاسطوانة الى 200 جنيه .
انفلات الاسعار وصفوف الوقود وزيادة تعرفة المواصلات وارتفاع اسعار تذاكر السفر من والى الخرطوم للضعف في كافة الموانئ البرية مشاهد اعتاد عليها المواطن بشكل يومي في ظل انعدام الرقابة وصمت حكومي مريب وغض طرف ربما متعمد من الجهات ذات الصلة بحماية المستهلك والرقيبة على قوت المواطنين وحمايته من بعض ضعاف النقوس الذين يستغلون الازمات وستثمرون فيها .
الحالة الصعبة التي اقر بها رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح ظلت محل شكوى يومية للمواطنين داخل الاسواق وفي اماكن العمل وداخل المركبات العامة وحديث المجالس منذ يناير الماضي وحتى الان وفي المقابل ظلت الحكومة عاجزة عن فعل حقيقي يوقف هذه المعاناة غير تطييب خواطر والكلام المعسول الذس اعتاد المواطن على سماعه …الحكومة تتحدث عن ضبط الاسعار والمواطن يشكو من ضعف القوة الشرائية للجنيه السوداني ودراسات أعدها خبراء اقتصاديون خلصت الى أن الاسرة المكونة من خمسة اشخاص تحتاج الى 13 الف جنيه شهريا لتعيش حد الكفاف وتستطيع مجاراة الاوضاع المعيشية الصعبة في البلاد
الدراسة مبنية على معيشة في حد الكفاف وليس حياة افضل وبلا أعباء اضافية تقع على الاسرة الفقيرة التي لطالما تسعى لان تعيش حياتها بتعفف ولا تتكفف الناس اعطوها او منعوها .. هذه الدراسة اذن تحتاج لمراجعات اخرى حسبما ينظر اليها خبراء اخرون وبصورة يومية حتى تقوى على مجاراة الوضع الاقتصادي المعقد والمتأزم في السودان.
وتوقع مواطنون انفراج أزمة المواصلات في شهر رمضان ليس بسبب وفرة متوقعة في الوقود وانما لطبيعة الشهر الكريم الذي تقل فيه حركة الناس بصورة كبيرة سيما في ايامه الاوائل خاصة في العاصمة الخرطوم لكن تخوفات المواطنون من استمرار انفلات الاسعار بشكل أكبر خلال شهر رمضان لاتزال قائمة سيما وان معدل الاستهلاك سيرتفع بصورة تلقائية وبالتالي يزيد الطلب والاقبال على السلع وبالتالي ارتفاع الاسعار بسبب الاستهلاك من جهة وبسبب تخزين بعض السلع وبيعها في الايام الاخيرة من شهر رمضان التي تشهد في الغالب اقبال كبير من المواطنين على الاسواق وشراء مستلزمات عيد الفطر المبارك .
وكشف استطلاع أجرته الجريدة في مناطق متفرقة بالخرطوم عن أن اكثر ما يؤرق المواطن هذه الايام انعدام الغاز بشكل خاص واتفق مواطنون في حديثهم للجريدة على ندرة كبيرة في سلعة الغاز حيث تسربت بعض الكميات التي وصلت الى الوكلاء على قلتها للسوق الاسود ووصل سعر اسطوانة الغاز أكثر من 200 جنيه بينما لجأ مواطنون الى استخدام (الهيتر) الكهربائي والفحم بعد رحلة بحث مضني عن اسطوانة غاز . وفي المقابل لم تعلن الحكومة حتى الان وجود الازمة وكعادتها لزمت الصمت في معرض الحاجة الى بيان . مواطنون عبروا للجريدة عن سخطهم مما يحدث من فوضى في قطاع الغاز وتسريب كميات للسوق الاسود وغياب الرقابة على السلع الاستراتيجية التي من المفترض أن تكون محمية ومحصنة تماماً من الاعتداء عليها سواء بالتهريب او البيع غير القانوني وبسعر أكبر من المحدد قانوناُ أحد المواطنين ابلغ الجريدة أنه اشارى اسطوانة الغاز من منطقة قري بالقرب من مصفاة الجيلي ب180 جنيه قبل اسبوع وتوقع أن يكون السعر قد ارتفع بصورة كبيرة ان لم تكن مضاعفة ونبه الى ان الحصول على الاسطوانة حتى من السوق الاسود يحتاج الى وسطاء واناس محل ثقة من تاجر السوق المحتكر للسلعة بصورة غير شرعية .
وكانت الجمعيات النقابية والعمالية تساهم وبشكل مباشر في دعم عضويتها في كل بداية رمضان بالسلع الرمضانية أما بأسعار مخفضة او بتوزيع سلة مجانية على العضوية من الموظفين والعمال , بيد أن رمضان هذا العام ربما فشل اتحاد نقابة العمال بولاية الخرطوم في توفير السلة الرمضانية المجانية ودخل السوق لتوفير السلة بأسعار مرتفعة للغاية حيث بلغت قيمة الكرتونة المكونة من 7 اصناف 2238الف جنية وجاءت خالية من بعض السلع الرمضانية مثل العدسية والكبكبي والفول والعصائر البلدية والمجففة والبصل وغيرها في وقت ضمت الكرتونة السكر زنة 50 كيلو واللبن والزيت والعدس والرز والشاي والدقيق على ان تدفع قيمة الكرتونة على 10 اقساط بلغت قيمة القسط الواحد 223جنيه . ولم يوضح الاتحاد قيمة كل سبعة من السلعة الواحدة رغم تحديد كميتها . وحسب الجريدة أمس فقد تذمر عاملون بمؤسسات الدولة من ارتفاع سعر سلة رمضان المقدمة من اتحاد نقابات عمال ولاية الخرطوم ورفض بعضهم استلام سلته وفضل الشراء من السوق مباشرة وبسعر اقل من الاسعار التي حددها الاتحاد لقيمة السلة الواحدة التي بلغت 2238 ألف جنيه .
ورغم نشاط الخيرين والجمعيات الخيرية والشبابية التي وزعت الالاف من (الاكياس) الرمضانية المجانية على الاسر المتعففة الا أن الشكاوى ارتفاع اسعار السلع الرمضانية لازالت حيث أن بعض السلع يرتفع سعرها بشكل يومي ويكون الاقبال عليها كبيراً رغم ارتفاع سعرها اذ تعتبر من السلع الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها والبحث عن بديل آخر لها حسبما يرى مواطنون.
الخرطوم / علي الدالي
صحيفة الجريدة