أشعلت قصة السوداني صاحب المروءة وبطل الشهامة “محمد القمر أحمد” الذي إستشهد في البحر الأبيض المتوسط يوم الثلاثاء (شاطئ الاسكندرية) بجمهورية مصر العربية صفحات التواصل الإجتماعي، عندما قام بالإستجابة لإستغاثة شابين مصريين كادا أن يغرقا .
وحكى الدكتور السوداني لؤي المستشار تفاصيل القصة وقال (فجعنا اليوم “الثلاثاء” برحيل المعيد ومدرس التربية الرياضية بجامعة الدلنج محمد القمر أحمد رزق الذي تصادف مروره بجوار شاطئ الإسكندرية فسمع صوت إستغاثة شابين مصريين كادا أن يغرقا فسلم جواله وجواز سفره لزوجته التي تشبثت بيده ورجته أن لا يقفز في البحر إلا أنه قال لها “لن أدع روحاً تموت وأنا أستطيع إنقاذها” وهو يعلم أن الله أعطاه الأوسمة والجوائز في السباحة والتايكوندو وهو الحاصل على الماجستير من جامعة السودان والمدرب في عدة صالات رياضية في الخرطوم وشارع المشتل في الرياض، ثم قفز في البحر قفزته الأخيرة وهو غير مليم ).
وأضاق لؤي (كأن عروسه كانت تعلم أنها النظرة الأخيرة..! فقد قام بإنقاذ الغريق الأول ثم عاد لإنقاذ الثاني الذي نجا بدوره لكن المنقذ محمد القمر ابتلعه بحر الإسكندرية ولا حول ولا قوة إلا بالله).
وأضاف لؤي بحسب ما نقل عنه محرر النيلين (هكذا الموت يختطفه منا وهو الذي كنا قبل أشهر قلائل نتضاحك معه في جلسة ودودة ومأدبة أقمناها على شرف زواجه وبالأمس كنا نداعب صديقاً آخر في زواجه المرتقب أيضاً.. ولكن القدر كان في الميعاد (ولا تدري نفس بأي أرض تموت) وها نحن قد فرغنا من دفن جثمانه الطاهر قبل قليل).
وأضاف لؤي (رحل محمد القمر ابن نيالا البار والأستاذ بجامعة الدلنج رحيل الأبطال .. رحيل يشبه بطولة ورجولة ومروءة أرض دارفور العظيمة، مات وهو ينقذ شخصاً لا يعرف إسمه ولا تربطه به صلة قرابة ولا جنسية!).
وختم لؤي حديثه بحسب ما نقل عنه محرر النيلين (رحل شهيداً وهو العريس الذي ترك عروسه المكلومة وفي بطنها بِضعةٌ منه .. جنيناً ذو أشهر خمس (حفظه الله) .. صبي أو صبية سيحمل إسم وملامح والده .. طفلٌ به مسحة من حزن اليتم ولكن في عينيه مروءة أبيه البطل.. يغيب القمر ولكنه لا يموت وإنما يُبعث هلالاً صغيراً سرعان ما يشتد أزره ويستدير قمراً عظيماً من جديد).
الخرطوم/معتصم السر/النيلين