قتلت القوات الإسرائيلية 52 فلسطينيا على الأقل، بينهم ستة أطفال، اضافة إلى أكثر من 2400 جريح في اشتباكات عنيفة في منطقة الجدار العازل في قطاع غزة، حسب مسؤولين فلسطينيين.
ويأتي ذلك قبيل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، والذي أثار جدلا كبيرا وأغضب الفلسطينيين.
ويرى الفلسطينيون في هذه الخطوة دعما أمريكيا واضحا لفرض اسرائيل سيطرتها على المدينة بأكملها، بما في ذلك قسمها الشرقي الذي يؤكد الفلسطينيون أحقيتهم بحكمه.
وسيحضر افتتاح السفارة كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم ايفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها.
وخرجت احتجاجات جماهيرية على مدى الأسابيع الستة الماضية باسم “مسيرة العودة الكبرى”. وتقول إسرائيل إن المتظاهرين يحاولون اجتياز السياج الحدودي.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن فتى في الرابعة عشرة من عمره لقي حتفه في الاشتباكات اليوم كما أصيب 500 شخص.
ومنذ بدء الاحتجاجات قتل أكثر من 50 فلسطينيا وجرح الآلاف.
وألقى الفلسطينيون الحجارة بينما استخدم الجيش الإسرائيلي القناصين بينما كان الدخان الأسود يتصاعد من الإطارات المحترقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرة آلاف من “مثيري الشغب العنيفين” تجمعوا على طول السياج الأمني وإن قواته تعمل “وفقا للإجراءات المعتادة”.
لماذا أثار نقل السفارة كل هذا الجدل؟
وضع مدينة القدس والأحقية في حكمها يأتي في صميم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على القدس، ووفقا لاتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية عام 1993، فمن المفترض أن يتم بحث الوضع النهائي للقدس في المراحل الأخيرة من محادثات السلام.
وتعد إسرائيل القدس “عاصمتها الأبدية غير المقسمة” بينما يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ حرب عام 1967، وقد استولت عليها تماما على الرغم من عدم وجود أي اعتراف دولي بذلك.
وأقامت إسرائيل منذ ذلك الحين عشرات المستوطنات في القدس الشرقية، سكنها نحو 20 ألف يهودي. وتعد هذه المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي تعتبر رغم أن إسرائيل تعارض ذلك.
وكانت عدة سفارات تتخذ من القدس مقرا لها، لكن العديد منها نقلت مقراتها بعد أن أقرت إسرائيل قانونا في عام 1980 يجعل من القدس عاصمة رسمية لها.
وقد جاء إعلان ترامب العام الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لينهي عقودا من الحياد الأمريكي بشأن هذه القضية واضعا الولايات المتحدة في خلاف مع معظم المجتمع الدولي.
من سيحضر افتتاح السفارة؟
وستبدأ سفارة صغيرة مؤقتة بالعمل يوم الاثنين من داخل مبنى القنصلية الأمريكية الموجودة في القدس، على أن تنقل السفارة بشكل كامل من تل أبيب إلى موقع أكبر في وقت لاحق.
وقد قُدم موعد الاحتفال بافتتاح السفارة ليتزامن مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل. ومن المتوقع أن يخاطب الرئيس ترامب الحضور عبر رابط الفيديو.
وسيحضر الافتتاح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ووكيل وزير الخارجية جون سوليفان إلى جانب إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر.
وقد أعرب الاتحاد الأوروبي عن اعتراضات قوية على نقل السفارة إلى القدس.
كيف كانت ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية؟
لقي قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة تأييدا شديدا من قبل اليهود الإسرائيليين عبر كافة أطياف المشهد السياسي الإسرائيلي.
لكن في المقابل وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرار ترامب بأنه “صفعة القرن”. كما يقول إنه لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة وسيطا محايدا في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ولا يمكن أن يكون لها أي دور مستقبلي.
وفي غزة ، بدأ الفلسطينيون باحتجاجات عارمة منذ أسابيع في الفترة التي تسبق ذكرى النكبة.
وقالت حماس التي تشهد صراعا مع اسرائيل انها ستصعد الاحتجاجات في ذكرى النكبة، بغية تسليط الضوء على حق الفلسطينيين في العودة إلى منازل أجدادهم التي أصبحت فيما بعد إسرائيل.
بي بي سي عربية