قضية المغتربين في السعودية تظل قضية خطيرة مالم تسارع الجهات المعنية بتوفير الحلول العاجلة

موقف البرلمان من قضايا المغتربين
بحثتُ كثيراً عن صحة تصريح تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، منسوب لنائبة برلمانية ، وهي تعزي أزمة الوقود لعودة أعداد كبيرة من المغتربين وأسرهم ، مما أحدث ضغطا كبيرا على الوقود وايجارات البيوت والشقق .. لم أجد مصدرا للخبر ، رغم أن ضعف صياغته والأخطاء الإملائية الفادحة ، “كافية” لتأكيد أنه “مفبرك” ..ولكن طالما أتى ذكر البرلمان ، فلنا أن نتساءل لماذا لا يتقدم أي من النواب بمسألة مستعجلة للجهات المعنية وهي عديدة ، لمعرفة أوضاع السودانيين في السعودية في ظل المتغيرات الجديدة التي بموجبها فرضت رسوم مالية لأقبل لكثير من المغتربين بها .

سيجد كثير من المغتربين بحلول يوم الخميس المقبل ، موعد إنتهاء العام الدراسي أنفسهم أمام طريق واحد فقط ، وهو العودة الى السودان ، خاصة أنهم كابدوا كثيرا حتى يكمل الأبناء والبنات عامهم الدراسي .. وسيعود عشرات الالاف من هؤلاء ، بشكل مفاجئ بالنسبة لهم كونهم لم يرتبوا أنفسهم على واقع السعودية الجديد .

نعم ينبغي أن يكون للبرلمان كلمة بحقهم حتى ولو سجلت فقط في “مضابطه للتاريخ” .. فمعشر المغتربين الذين رفدوا الوطن بكل الخيرات منذ زمان بعيد ، وشاركوا بفاعلية في المشاريع التعليمية والصحية والثقافية .. هم اليوم بحاجة لمن يقول لهم نحن نعرف بقضاياكم ونقف معكم .. خاصة أن من بين العائدين رجال كبار في السن أمضوا عقود من الزمان في الاغتراب ، كان يسعدهم أن ينثروا الفرح لأهاليهم في الوطن ، وهم بذلك يؤجلون أحلامهم الشخصية لحين.

سوف يسعد معشر المغتربين وهم يرون القيادات المسئولة عن المغتربين ، وهي ترد على مسألة مستعجلة من البرلمان ..عما قدمته الدولة للمغتربين في محنتهم الحالية .

الأن عديد من الأسر تعجز حتى عن توفير ثمن تذاكر العودة النهائية ، رغم أن السفارة السودانية قدمت في وقت ماضي تذاكر لبعص المعسرين ، غير أن القضية لاتزال قائمة، وهي بحاجة لمعالجات لأتقبل التأخير، كون أي يوم يمضي له مقابل مالي يلزم سداده قبل المغادرة النهائية .

المغتربون الان لا ينتظرون تصريحات من قبل المسئولين ، ولكنهم يريدون قرارات صريحة بتوفير الطرق الامنة لعودة من لا يملك تذكرة سفر ، ومراعاة أحوال الذين يودون العودة بسياراتهم الخاصة وتحديا كبار السن والمرضى ، الذين يحملون الملفات الدالة على ظروفهم الاستثنائية .

قد يقول قائل أن ظروف البلد والعثرات التي يجابهها حاليا ، تجعله في وضع لا يولي كبير اهتمام لمن هم خارج الوطن.. ولكن نقول مهما كبرت الأزمات الداخلية ، تظل قضية المغتربين في السعودية قضية كبيرة وخطيرة مالم تسارع الجهات المعنية بتوفير الحلول العاجلة.

مصطفى محكر
” الصحافة” .

Exit mobile version