تدشن الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، سفارتها في القدس لتحقيق الوعد المثير للجدل الذي أطلقه الرئيس دونالد ترامب رغم الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني منذ أشهر، والذي يبلغ ذروته اليوم وسط توتر أمني عال.
وحوّلت سلطات الاحتلال مدينة القدس إلى “ثكنة عسكرية”، في إجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين الاحتفالية المرافقة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي تخلو من المشاركة الرسمية للعديد من الوفود الدولية، والتمثيل الدبلوماسي.
وأوضحت مصادر لوكالة رويترز، أن “غالبية ممثلي الدول في إسرائيل لن يشاركوا في احتفال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وهي الخطوة التي كشفت “مقاطعة شبه جماعية” من عدة دول في العالم.
وذكرت رويترز “أن إسرائيل وجهت الدعوة إلى 86 دولة لها بعثة ديبلوماسية في للمشاركة في الاحتفالات، إلا أن “33 مسئولًا فقط وافقوا على الدعوة”.
يوم الغضب
أعلنت حركة فتح في مدينة رام الله، عن المشاركة الفاعلة في مسيرة العودة، التي تأتي في ذكرى نكبة فلسطين، مؤكدة أن “التجمعات ستكون في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط المدينة، للانطلاق بمسيرة باتجاه منصة إحياء الذكرى أمام مخيم الأمعري ثم التوجه إلى حاجز قلنديا شمال القدس، داعية الجماهير الفلسطينية للمشاركة.
وطالبت الحركة في بيان لها إلى جعل يوم غد الثلاثاء “يوم غضب” وتصعيد ضد الاحتلال والمستوطنين، من أجل إيصال رسالة مفادها أن “الشعب الفلسطيني لن يسلم للأمر الواقع”.
من جانبها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأحد، إلى أوسع مشاركة في مسيرة العودة الكبرى، بحيث يتحول هذا اليوم ليوم غضب شعبي فلسطيني وعربي.
وقال بيان للجبهة اليوم “إن تحقيق الوحدة الوطنية التعددية، واستمرار المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها، هي الرد الاستراتيجي على الاحتلال وعدوانه، مما يتطلب إنهاء وإلغاء كل اتفاقيات التسوية الموقعة معه، عربيًا وفلسطينيًا، والقطع مع كل الأوهام التي ترتبت عليها، وبما يؤسس لمرحلة جديدة من إدارة الصراع مع الاحتلال”.
مليونية العودة
لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية دعت أيضا لمسيرة العودة الكبرى، الجماهير الفلسطينية للحضور الجماهيري الواسع اليوم الإثنين، لمليونية الغضب في وجه الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي.
وشددت على ضرورة الحفاظ على سلمية المسيرات وإيصال الرسالة إلى العالم عبر مليونية العودة، وكسر الحصار، ورفض نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأكدت في بيان لها أن “اليوم الإثنين سيكون بمثابة إضراب شامل في كل أنحاء قطاع غزة في المؤسسات الرسمية والشعبية والتجارية في سائر مناحي الحياة اليومية، بما فيه كافة المؤسسات التابعة للوكالة من تعليمية وصحية وموظفين”.
وشددت على أن “مسيرات العودة وكسر الحصار متواصلة ومستمرة لحماية حق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة ورفع الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا على مدى 70 عامًا من الاحتلال”.
سيناريو “الأسبوع الأسوأ”
وفي قطاع غزة حشد جيش الاحتلال قواته ونشر آليات عسكرية مجهزة بقنابل الغاز والصوت والدبابات على الشريط الحدود لغزة، إضافة للطائرات بدون طيار وقوارب عسكرية على طول السياج المحيط بالقطاع.
وأوردت القناة العاشرة الإسرائيلية بأن “التقديرات تشير إلى وصول أكثر من 800 ألف متظاهر اليوم إلى الشريط، متوقعة قيام المتظاهرين بتحطيم السياج فقط، والتسلل بعد تحطيم السياج سيرًا على الأقدام أو عبر ركوب الدراجات النارية، أو حتى من تحت الأرض باستخدام الأنفاق، عدا عن توقعات من محالات إتلاف المعدات الهندسية، ومحاولة خطف الجنود.
في سياق متصل ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لأسوأ سيناريو، وهو العودة لمواجهة عسكرية واسعة مع حركة حماس في قطاع غزة، وأنه تم إعداد خطط لتعزيز القوات من المدارس العسكرية والوحدات القتالية في الاحتياط، وحتى إمكانية التعبئة، على الأقل جزئيًا، لقوات الاحتياط”.
وزعمت الصحيفة، أنه “لم يتم تغيير أوامر فتح النار، ولكن ما قد يتغير هو الحالات التي قد يواجهها الجنود، وهو ما يسمح للجنود بإطلاق النار بهدف القتل”.
بوابة فيتو