قالت الكاتبة الإسرائيلية ياعيل فاتير في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت إن “يهود الولايات المتحدة يقفون ضد نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، ويرون أن خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لم تأت لإرضاء الصوت اليهودي في بلاده، وإنما من أجل الإنجيليين والمسيحيين محبي المستوطنين، وقد حان الوقت لأن يفهم صناع القرار في إسرائيل هذه الدلالات”.
وأضافت فاتير، وهي مديرة فرع اللجنة اليهودية الأمريكية الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة “جي ستريت” في مقالها الذي ترجمته “عربي21” أنه “في ذروة التحضيرات لنقل السفارة؛ وفي الدقائق الأخيرة من المتوقع أن يصل وفد أمريكي رفيع المستوى للمشاركة في هذا الحفل التاريخي، تتقدمهم إيفانكا ابنة الرئيس وصهره جاريد كوشنر، وسفير واشنطن في تل أبيب ديفيد فريدمان، ووزير المالية ستيف مينوتشين، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلاث، والغريب أن كل هؤلاء جميعا بلا استثناء من اليهود”.
واستدركت قائلة بأن “هذا الجمع المشارك في نقل السفارة من المستشارين والوزراء الأمريكيين اليهود يريدون إعطاء صبغة يهودية إضافية للإدارة الأمريكية الحالية، لكنهم في حضورهم المكثف هذا قد يحدثون العكس، دون أن يقصدوا”.
وكشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته اللجنة اليهودية الأمريكية AJC، أن “ترامب حاز على تأييد قرابة عشرين بالمائة فقط من أصوات اليهود الأمريكيين، وهناك عضوان من اليهود فقط من الحزب الجمهوري من أصل ثلاثين من أعضاء الكونغرس الحالي والسيناتورات اليهود”.
وأضافت: “هذا ليس عفويا، لأن أكثر من ثمانين بالمائة من يهود الولايات المتحدة يدعمون حل الدولتين مع الفلسطينيين، وأن ثمانين بالمائة آخرين يعارضون نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ويرون فيها عملية خطيرة، تضر كثيرا بمشروعية الدور الأمريكي في المنطقة كدولة وسيطة بين أطراف الصراع”.
وأشارت إلى أنه “في حين أن ترامب لديه ثمانية مسؤولين يهود في إدارته، بينما سلفه الرئيس باراك أوباما كان لديه أكثر من ثلاثين مستشارا ووزيرا يهوديا، فإن ما يحرك سياسة ترامب تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس رغبته بالحفاظ على الصوت اليهودي، أو الاستحواذ عليه، لاعتبارات انتخابية، وإنما رغبته بالحصول على تأييد الإنجيليين الذين يدعمون المستوطنات الإسرائيلية من جهة، ويتماهون مع اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، ومن أجلهم ينقل الرئيس السفارة إلى القدس، أو يسقط موضوعها من طاولة المفاوضات معه الفلسطينيين”.
وأوضحت أن “هؤلاء اليمينيين هم من يحظون بانتباه ترامب، في حين أن يهود الولايات المتحدة يعتقدون أن تبعات هذه السياسة التي ينتهجها ترامب قد تؤدي لحصول كارثة في المنطقة كلها، وتحديدا في إسرائيل، ما يحتم علينا كإسرائيليين أن نقيم حوارا مع اليهود الأمريكيين، نقترب منهم، نتعرف على آرائهم، كونهم يحبون إسرائيل، وحريصين على أمنها، لكنهم يعارضون الخطوات الأحادية التي تقدم عليها واشنطن وتل أبيب”.
وختمت بالقول: “صحيح أن جزء كبيرا من يهود الولايات المتحدة، من الجمهوريين والديمقراطيين، يرون في القدس عاصمة لإسرائيل، لكنهم ينظرون بكثير من الشكوك حول مدى وجاهة وصوابية خطوة نقل السفارة إليها”.
عربي21