* هذا الانسان السوداني العظيم ، الذي كلما احترق زاد لمعانا ونضارا ، هذه الطرقات الضيقة ، وتلك الأشواك الملقاة في كل مكان ، الأحذية باتت غير مجدية ، فصناعتها ليست ذات جودة عالية او ربما معدومة الجودة أحيانا ، المياه تخرج من كل مسام لحظة ان نشربها ، كأنما الشمس تعمل لدى مكتب لتحصيل ضرائب قطرات الماء ، التي نعشق ان تستقر في أعماقنا والتي باتت أقرب إلى شبه صحراء …
* الصراخ ليس مطلوبا هنا ، أو بمعنى آخر لن تجده ، لكن سيحاصرك الأنين ، ويبكيك الإهمال ، وتحزنك المشاهد البائسة ، كل شئ بات مشوها ، بعد ان كان مفعما بالجمال ، نحتاج الى كثير من عمليات التجميل ، لنعيد للأماكن رونقها ، نحتاج أن نعبث ببعض الالوان ، أن ننثر أمنياتنا السعيدة مع نسيم الصباح ، نحتاج أن نؤمن بأنه ثمة طريق للنجاة …
* رغم كل الذي حدث ،ومازال يحدث على امتداد الأيام الماضية وحتى الآن ، رغم كل شئ لم يزل هذا الإنسان السوداني يلمع كما الذهب ، لا يصدأ ولا يخبو بريقه ، فقد اعتراني شعور بالامتنان ، كواحدة من بين كثيرات خرجت من رحم هذا الانسان الجميل ، وأنا ألمح بعضا من الصور ، التي تشير إلى مثل هولاء النبلاء ، وهم يحملون الطعام والشراب بكرم حاتمي الملامح ،لإخوانهم المصطفين في إحدى محطات الوقود ، في العاصمة الخرطوم ، وكان ذلك من أصل هذا الشعب الذهبي …
قصاصة أخيرة
لن نقتل ماتبقى من فرح
قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة