خبراء اقتصاديون يؤكدون أن الاقتصاد السوداني تجاوز مرحلة الركود إلى الندرة

وجّه اجتماع لجنة ضبط سعر الصرف الذي عُقد أول من أمس بالقصر الجمهورى برئاسة، رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن البشير، بالعمل على توفير وانسياب كافة السلع الضرورية خلال شهر رمضان المعظم، بجانب ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار .

لكن بعض المراقبين يشككون في قدرة السلطات في ضبط أسعار السوق في هذا التوقيت ، وهذا ما ذهب إليه الخبير الاقتصادي عبد الله الرمادي حيث قال : لاتستطيع الحكومة مها أمتلكت من قوة ونفوذ ضبط أسعار السلع خاصة في مثل هذه الأيام ، وعزا ذلك لعدم قدرة الدولة على توفر العملات الصعبة للتجار لكي يقومون باستيراد السلع الضرورية ، وأضاف الرمادي من المستحيل أن لا يحدث تفاوت في الأسعار في ظل حصول التجار على الدولار بأسعار متفاوتة بعضهم يشتريه بـ(30) وآخر(40) .

وطالب بتوفير العملات الصعبة للتجار مشيراً إلى أن الحكومة كانت قد أعلنت في العام (1992) سياسية التحرير الاقتصادي والآن هي تتبع النظام الرأسمالي وفي النظام الرأسمالي لاتستطيع أن تحدد الأسعار . وقال عبد الله في حديثه لـ(كوش نيوز) إذا أرادت الدولة أن تضبط الأسعار في السوق يجب أن تتدخل عن طريق السياسات المالية والنقدية،وأن تتراجع عن جميع القرارات التي أرتبطت بميزانية العام الحالي خاصة في مايتعلق بزيادة سعر الدولار الجمركي.

وأكد الرمادي مهما أنخفض الدولار لن تتراجع أسعار السلع في وقت تعطلت فيه كل عجلات الإنتاج بالبلاد من صناعة وزراعة ،بجانب أنها عملت على إيقاف عملية الإستيراد وطالب الحكومة بالرجوع لسياسات شهر ديسمبر من العام 2017.

وكان قد أوضح وزير التجارة حاتم السر، إن اجتماع لجنة ضبط الصرف وجّه بتسهيل وتبسيط الإجراءات لضمان توفر السلع خلال شهر رمضان، وتشديد الالتزام بأسعار التأشيرة العالمية بالنسبة لسلع الصادر من البلاد والتنسيق مع الولايات لمراقبة وضبط الأسواق لضمان أن تكون الأسعار في متناول الجميع وأن لا تكون هناك ندرة في السلع ،وأشار الوزير إلى أن المخزون من السلع الأساسية متوفر بكميات كبيرة تكفي شهر رمضان، مبيناً أن الاجتماع ركز على أهمية الإنتاج وتسهيل وتحفيز عملية الصادر، وقال “نتوقع موسماً واعداً تحدث خلاله طفرة وزيادة في صادرات السودان خاصة الحبوب الزيتية والسلع التعدينية ومنتجات الثروة الحيوانية .

من جانبه أكد عباس عبدالله، رئيس اتحاد المصارف السودانية، ضرورة انتشار البنوك وتسهيل الخدمة المصرفية الإلكترونية عبر الموبايل تسهيلاً للتعامل.

وأكد الخبير الاقتصادي عبد العظيم المهل توقف الحركة الانتاجية تماماً بالبلاد في الفترة الأخيرة وقال لـ(كوش نيوز) نحن الآن انتقلنا من مرحلة الركود إلى الندرة ، وأضاف أن 80% من الصناعة أصبحت معلقة والزراعة متعطلة لعدم توفر الجازولين والمحاصيل أحترقت عطشاً بالولايات ، لافتاً إلى ظهور ممارسات خاطئة في الأسواق نتيجة لندرة السلع الأستراتيجة بالمحلات التجارية وأدت هذه الممارسات لظهور السوق الأسود ،ووجه المهل بالإسرع في تدارك المواقف التي تحدث الآن في الاقتصاد السوداني ومعالجة الضائقة المعيشية ، مشيراً إلى أن الدولة قد أهملت قنوات التوزيع لفترة طويلة بالتالي ظهرت السوق السوداء ، ووجه الحكومة بسد الثغرات وأن تشرف على الأسواق وفتح المجال للقطاع الخاص بشرط أن يكون تحت إشرفها وأن تزيد عدد مراكز البيع المخفض وأن تشمل كافة الأحياء وأن تكون قريبة من ستات البيوت على حد تعبيره.

احمد قسم السيد

الخرطوم (كوش نيوز)

Exit mobile version