قصة عامل نظافة قرأ آلاف الكتب ويجيد لغات

أنفق أغلب دخله البسيط على شراء الكتب وأجاد وأتقن لغتين هما الإنجليزية والفرنسية وحفظ قصائد لكبار الشعراء

عامل نظافة بسيط يبلغ من العمر 58 عاما يتقاضى راتبا بسيطا ينفق أغلبه على شراء الكتب، وخلال سنوات عمله قرأ آلاف الكتب وأجاد وأتقن لغتين هما الإنجليزية والفرنسية وحفظ قصائد لكبار الشعراء.

سعيد_محمد يسكن في حي السيدة_زينب جنوب القاهرة، ويعمل عامل نظافة في شارع المعز لدين الله الفاطمي بمنطقة #الجمالية، ويعشق القراءة منذ صغره، ويقول لـ”العربية.نت” إنه ولد في محافظة البحيرة، وانتقل مع أسرته إلى حي السيدة زينب.

نظرا لظروف أسرته المادية الصعبة لم يكمل سعيد دراسته، فقد حصل على الثانوية العامة والتحق بكلية الآداب، ولكن حالت قسوة الحياة وظروف أسرته الصعبة دون إكمال تعليمه، وخرج من الجامعة ليعمل بوظيفة صغيرة وهي عامل نظافة حتى يستطيع الإنفاق على نفسه وأسرته.

هواية القراءة لم تفارق سعيد وظلت معه، فقد تميز بحبه لها منذ طفولته، كان ينفق كل أمواله على الكتب، فقرأ لكل الأدباء والكتاب في مصر والعالم العربي، وكما يقول قرأ كافة روايات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وعباس العقاد وطه حسين، وقرأ روايات أجنبية، ومن خلالها ومن خلال مشاهدة الأفلام الأجنبية أتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية .

قرأ عم سعيد كما يقول لكارل ماركس وشكسبير وتشارلز ديكنز كما قرأ لتولستوي، مضيفا أن القراءة أصبحت بالنسبة له عشقا لا يقاوم، وبسببها لم يستطع الزواج، فأمواله ينفقها على الكتب، ولم يستطع توفير ما يفي بمتطلبات الزواج.

لا يعرف سعيد عدد الكتب التي قرأها، وقال إنها بالآلاف ويستغل عمله في شارع المعز السياحي والتراثي لاستعارة بعض الكتب من المكتبات المجاورة لقراءتها، كما استغل زيارات السائحين للشارع وتمكن من التعامل معهم وإجادة نطق اللغة من خلالهم.

ساعتان يوميا أقل مدة يخصصهما سعيد للقراءة، وتتنوع قراءاته ما بين #الروايات والأدب والشعر والتاريخ، كما يحرص على مشاهدة الأفلام الأجنبية المدبلجة والمترجمة للعربية لتعلم اللغات، ورغم أن راتبه لا يزيد عن 900 جنيه أي ما يعادل 50 دولارا إلا أن جزءا كبيرا منه ينفقه على الكتب والأفلام الأجنبية.

يعيش عم سعيد وحيداً مع شقيقه في بيت عائلته، ويتمنى أن يكون لديه مكتبة في منزله يستطيع من خلالها قراءة الكتب المختلفة، فالقراءة بالنسبة له مثل التنفس والماء والهواء لا يمكن أن يعيش بدونها.

العربية

Exit mobile version