صورة في الخرطوم تجمع بين الملياردير السوداني أسامة داؤود ورئيس وزراء اثيوبيا تجعل كاتب سوداني يطرح 5 أسئلة حرجة

لم التق رجل الأعمال اسامة داؤود في حياتي ؛ حزت دعوتين من مجموعته الاقتصادية لمناشط ما تخلفت عنها لظروف ؛ ومشقة تبعدني عادة عن مثل تلك الحشود ؛ كما اني شحيح الحماسة لأشغال وتغطيات الإقتصاد ؛ لكن تبقى صورة الرجل في ذهني محاطة بحسن ظن مستمد من نجاحات وإستقرار أعماله ؛ وحسن سيرة ومسيرة ممن يعملون معه ؛ اذ تشعر فيهم ذاك الولاء الذي يتمثل فيه (العامل) صاحب الحق ؛ وهي مرحلة متقدمة في انواع عقود الوفاء بين الخادم والمخدم ؛ وتدل على حسن خلق في منح العاملين حقوقهم وعدم إحتكار الارباح ومنحهم الفتات ؛

كما الرجل وفق ما اظن يدير أعماله التجارية والاستثمارية بنهج متطور يتركز على (بزنس) حقيقي يراه الناس في (دال) وغيرها ؛ من مشتقات (خدمة اليدين وعرق الجبين) فالرجل لم يرتقي بمصعد أعماله فوق (رتبة) تمنحه افضلية التمييز او وزارة سابقة منحته نقاط في التموضع بين رجال المال ! ولو ان كل رجال أعمال (التشاشة) وانشطة الزبد كانوا مثله لما احتاجت الدولة لملاحقة اثار جر جوالات السكر ؛ وفحص دم الاسماء والقوائم لتدرك صاحب الزراع الملوثة من السليم ؛

ولان اعمال الرجل حقيقية ؛ وحية ومشاهدة ؛ وتقوم على قواعد بيانات واشياء تلمس لم يكن مفاجئا لي ان تظل داره وشركاته هي مضيفة كل الزعماء الاجانب وزوار البلاد ؛ فوزير الاستثمار يصلح لاحاديث الوعود ودلق ارقام على الورق ؛ لكن (اسامة) يتجول بك في مصنع وموقع انتاج ؛

واليوم فتح الرجل اعماله امام رئيس الوزراء الاثيوبي الزائر ؛ وبحضور الرئيس البشير ؛ الذي رفع ابن داؤود راسه ؛ وشرفه وشرف بلاده ؛ ولا اشك في ان الضيف المبجل قد خرج بإنطباع مميز عما راي وسمع ؛ ليبقى السؤال الحائر والمستحق لماذا تنجح استثمارات الافراد ؛ في ذات الديار والتربة وتحت ذات الشمس وتفشل الدولة ؟

لماذا نجح اسامة داؤود ووجدي ميرغني و(الراجحي) بل لماذا ينجح موسم (طق الطلحة) ؟ حين تشرخ عصى الحديد فروع وجذوع اشجار الصمغ العربي ؛ فتطيب ايام اعراب البادية في الحزام ولا يظهر اثر هذا (الصمغ) حينما ينقل عبر الوكلاء الى شركات الدولة ! سؤال محرج حد البذاءة حين ينتقل الى طور الاجابة ؛

ترى كيف سيكون الحال لو نقل الضيف الكبير الى مصانع السكر المعطلة في النيل الابيض او اقل الرجل الى المنطقة الصناعية بالخرطوم بحرى ؟ لا داع حتى للتخيل! السودان بلد غني لكنه مهزوم من اهله ؛ وجريا على حالة الضجر العام لنقل حكوماته ؛ اتدرون كيف اميز ان الطائرة التي تقلني دخلت حدود السودان ؟ اقول لكم من شكل الارض المغبرة التي صار الرمل فيها يهزم عزم الامطار والنيل معا ؛ كلما امتد تحتى الفراغ مهجن اللون بين الاحمرار والاصفرار اقول للمضيفة هذا بلدي ؛ تنظر مثلي تردني بنفاق المضيفات الوظيفي …NICE

بقلم
محمد حامد جمعة
*الصورة أعلاه لرجل الأعمال السوداني أسامة عبد اللطيف داؤود ورئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد

Exit mobile version