نصح أحد أعضاء البرلمان في جنوب أفريقيا رئيس بلاده، جاكوب زوما، بضرورة السعي للحصول على مساعدة مهنية لمعالجة مشكلة “إدمانه على الجنس”، وذلك بعد صدور تقارير تتحدث عن وجود علاقة له مع امرأة تصغره بـ 28 عاما، بالرغم من أن لديه ثلاث زوجات.
زوما وتايغر وودز
فقد قال القسّ كينيث ميشو، وهو أيضا زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الأفريقي، إنه يتعين على الرئيس زوما الحصول على مساعدة، تماما كما فعل أسطورة الجولف الأمريكي تايغر وودز مؤخرا عندما ابتعد عن الملاعب وطلب المساعدة المهنية في أعقاب انتشار تقارير تحدثت عن تورطه بفضائح جنسية مع عشيقات عدة.
وجاء كلام القسّ ميشو بعد نشر تقارير تحدثت عن علاقة جنسية بين زوما، البالغ من العمر 67 عاما، وسونونو كوزا، وهي ابنة إيرفين كوزا، رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستُقام في البلاد هذا العام.
واتهم ميشو زوما بأنه يناقض في تصرفاته السياسات التي تبنتها حكومته في مجال مكافحة تفشي فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) المسبب للإيدز.
تعويضات
من جهته، أكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه زوما، أن الرئيس قد دفع بالفعل تعويضات لأسرة سونونو، البالغة من العمر 39 عاما، وذلك لتسببه بحملها بطفلة وضعتها في الثامن من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويشير قيام زوما بدفع مثل تلك التعويضات إلى أن الرئيس الجنوب أفريقي لم ينفِ أبوَّته لتلك الطفلة التي ولدتها سونونو.
وكانت التقارير قد قالت إن زوما هو بالفعل أب للطفلة التي وُلدت قبل ثلاثة أشهر من زواجه من توبيكا ماديبا-زوما، البالغة من العمر 36 عاما، والتي أصبحت زوجته الثالثة.
“مسألة خاصة”
لكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم رفض إعطاء أي تفاصيل إضافية عن القضية، قائلا: “إنها مسألة خاصة”.
وقال برايان سوكوتو، المتحدث باسم الحزب: “يجب احترام خصوصية العائلتين (أي عائلتي زوما وكوزا”
كما أن الرئيس زوما غالبا ما يتحدث عن فخره واعتزازه بثقافة قبائل الزولو التي ينتمي إليها، وقد أقام عرسه الشهر الماضي حسب طقوس وأعراف تلك القبائل.
الجنس والأعراف
يُشار إلى أنه، حسب الأعراف السائدة في العديد من الثقافات في جنوب أفريقيا، يدفع أب أي طفل يُولد خارج إطار الزوجية تعويضات لقاء الأضرار التي يتسبب بها لأسرة أم ذلك الطفل، وتعرف مثل هكذا تعويضات باللغة المحلية باسم “إنهلاولو”.
ونقلت صحيفتا تايمز وسويتان المحليتان عن القس ميشو قوله: “إن وجود طفل غير شرعي في القضية يُعتبر مؤشرا على أن زوما لا يستخدم الواقي الذكري لدى ممارسته الجنس، الأمر الذي يقوِّض رسالة الجنس الآمن التي طالما روجت لها حكومته”.
وتشهد جنوب أفريقيا جدلا واسعا بشأن قضية زيجات الرئيس زوما المتعددة، إذ يتهمه منتقدوه بتوجيه رسائل متناقضة بشأن الوقاية من فيروس (HIV).
جنوب أفريقيا والإيدز
يُذكر أن جنوب أفريقيا لديها أكبر عدد من الإصابات بفيروس (HIV) في العالم، إذ أن أكثر من خمسة ملايين جنوب أفريقي يحملون الفيروس.
ويقول المراسلون إن التقارير التي تتحدث عن علاقات رئيس جنوب أفريقيا الغرامية قد وجََّهت صفعة إلى زوما الذي طالما أشاد البعض بـ “انفتاحه” في معالجة مشكلة الإيدز في البلاد.
وكانت المعارضة قد أشادت بدورها بسياسات زوما في هذا الشأن عندما أعلن الرئيس خلال شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي عن إجراء تغييرات جوهرية في سياسة الحكومة حيال مكافحة الأيدز، إذ شملت تلك التغييرات تعهد الدولة بكلفة العلاج عن طريق استخدام العقاقير المضادة للفيروسات.
إلا أن المعارضة تقول الآن إن تصرفات الرئيس تأتي متناقضة مع موقف حكومته من قضية الوقاية من فيروس (HIV)، من قبيل الحث على استخدام الواقي الذكرى والتركيز على دور الإخلاص في العلاقات بين الشركاء كوسيلتين للحد من انتشار المرض.
“تناقض مباشر”
فقد قالت هيلين زيلي، زعيمة الإئتلاف الديمقراطي: “إن تصرف الرئيس زوما يتناقض مباشرة مع مضمون الحملة التي تشنها الحكومة ضد العلاقات الجنسية بين أطراف متعددة، وضد من يجازفون بنقل الإيدز عبر ممارسة الجنس غير الآمن.”
أمَّا باتريشيا دو ليلي، زعيمة حزب الديمقراطيين المستقلين، فقد اتهمت زوما بعدم اتباع نصائحه التي يقدمها للآخرين.
وقالت عن زوما: “هو ذلك الشخص الذي يبشِّر دوما بالسلوك الجنسي المسؤول، لكنه يبعث برسالة تقول: لا تفعلوا ما أفعل، بل افعلوا ما أقوله لكم.”
أب و19 طفلا
تبقى الإشارة إلى أن لدى زوما 19 ابنا وابنة من زوجاته الثلاث الحاليات ومن زوجتيه السابقتين. لكن ليس من الواضح إن كانت الطفلة الأخيرة التي أنجبتها سونونو محسوبة من بين هؤلاء الأطفال أم لا.
وتعمل سونونو في أحد المصارف في البلاد، ووالدها هو صديق شخصي لزوما، وهو من أهم الشخصيات وأكثرها نفوذا في ميدان كرة القدم في جنوب أفريقيا.
وتقول التقارير إن كوزا، والد سونونو والذي يصغر الرئيس زوما بست سنوات، ليس سعيدا البتّة بعلاقة الرئيس بابنته.
أما الحزب الحاكم، فقد انتقد المعارضة “لانتهازها” هذا القضية ومحاولة النيل من رئيس البلاد.
جنس وسياسة
فقد قال المتحدث باسم الحزب: “من المعيب استغلال قضية خاصة كهذه لتحقيق مكاسب وأغراض سياسية. هذه قضية خاصة، وقد جرى حلُّها، ومن الانتهازية بمكان أن تعمد الأحزاب السياسية إلى إثارة الصخب بشأنها من جديد.”
هذا، وليست هذه هي المرة الأولى التي يُسلّط فيها الضوء على الحياة والقضايا الجنسية للرئيس زوما.
ففي عام 2006، وأثناء محاكمته بتهمة الاغتصاب التي تمَّت تبرئته منها لاحقا، أقرَّ زوما بأنه كان قد ارتكب خطأ بممارسته الجنس بشكل غير آمن مع امرأة كان يعرف مسبقا بأنها تحمل فيروس (HIV). وقد كانت تلك المرأة أيضا ابنة أحد أصدقائه.
وقد تزوج زوما خمس مرات، وأعلن مؤخرا عن خطوبته من امرأة يعتزم الزواج منها قريبا.
بي بي سي عربية