اعلن تحالف أحزاب “قوى الإجماع الوطني” عدم خوضه انتخابات العام 2020م ورفضه القاطع للدخول في أية حوارات مع السلطة، معلناً تمسكه بخيار إسقاط النظام.
موقف مبكر جداً مقارنة بالمسافة الفاصلة بين الحاضر وميقات الانتخابات، ولكنه مع ذلك يشكل حالة تدافع بين المعارضة والسلطة، وقد يرسم ملامح الفائز في صناديق الاقتراع.
وقلل التحالف -المتكون من 17 حزباً معارضاً- من جدوى تكوين حزب المؤتمر الوطني الحاكم للجان حوار مع الأحزاب السياسية والشخصيات القومية. مؤكداً في بيان استمرارهم في المطالبة بأهدافهم المشروعة التي تتمثل في إقامة البديل الديمقراطي.
ويقول قادة حزب المؤتمر الوطني إنهم يأملون في مشاركة واسعة بانتخابات 2020م والتأسيس لبناء دستور دائم للبلاد يسهم في وضع الحرب أوزارها ويحفظ ويقر لحالة سلام مستدامة.
وكان اجتماع مشترك قد تم بين رؤساء قوى الإجماع الوطني والهيئة العامة لقوى الإجماع، ودعا للتفاعل مع الجماهير بجانب العمل على وحدة المعارضة. كما ناقش الاجتماع العديد من الأجندة التنظيمية والسياسية.
وقال بيان الإجماع الوطني المعارض إن الاجتماع ناقش مجمل التطورات في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي واتجاهات تطوره والتعامل مع كل الاحتمالات مؤمنًا على تفعيل العمل المشترك.
مطالبات سابقة
سبق وأن طالب تحالف قوى الإجماع الوطن الذي يقوده فاروق أبوعيسى في مارس المنصرم، بمقاطعة الانتخابات المزمع عقدها في 2020 ورفض مساعي تعديل الدستور للتمديد للرئيس البشير لولاية جديدة. كما تعهد التحالف – في بيان له – بالسعي لإسقاط النظام قبل موعد العملية الانتخابية القادمة.
وشدد التحالف على رفضه لأي حوار مع السلطة القائمة تحت أي مسوغات أو ذرائع بحجة أن النظام لا يمكن إصلاحه أو ذهابه بالحوار. وأضاف البيان “نعلن الرفض القاطع للانتخابات التي بدأ النظام تكثيف الحديث حول إجرائها في 2020 أو التمديد لرئيسه، ونعاهد شعبنا وأنفسنا ألا ندخر جهدًا لإسقاط النظام قبل هذه الانتخابات”.
تقاطعات
يتقاطع موقف تحالف “قوى الإجماع الوطني” مع تحالف قوى “نداء السودان” والذي وقع خارطة الطريق مع الحكومة السودانية بوساطة أفريقية لوقف الحرب والدخول في حوار مع الحكومة، كجزء من آليات حل الأزمة.
وجددت “قوى الإجماع الوطني” موقفها الرافض لخارطة الطريق الافريقية مشيرة إلى أنها تفضي للهبوط الناعم، وأنها صممت للتسوية مع النظام وإلباسه شرعية تعفيه من ماضيه وتعيد إنتاجه من جديد كلاعب أساسي في الساحة السياسية قائلين “لا يستقيم أن يكون من كان سببًا في المشكلة جزءًا من الحل”.
موقف مبدئي
قال الناطق الرسمي باسم حزب البعث محمد ضياء الدين لـ (الصيحة) إن إعلان قوى التحالف الوطني الرافض لدخول انتخابات 2020 رغم أنها بعيدة نسبيًا مربوط بموقف قوى التحالف الوطني الداعي لإسقاط النظام.
مضيفًا بأن التغيير الجذري للمشهد السياسي في السودان لن يتم عبر انتخابات لذلك كان بالضرورة الإعلان عن مقاطعة الانتخابات قطعًا للطريق أمام أي بديل زائف يمكن أن يجهض فكرة الحراك السياسي ضد النظام في الفترة من الآن وحتى 2020.
وعن ما إذا ما كانت قوى التحالف الوطني بموقفها هذا تهيئ المسرح للحزب الحاكم للانفراد بالحكم في ظل عدم وجود معارضة قوية، قال ضياء الدين إنهم ليسوا في معرض منافسة مع المؤتمر الوطني ولسنا على قناعة بأن التداول السلمي للسلطة يمكن أن يحدث في السودان في وجود انتخابات يديرها المؤتمر الوطني مشيراً إلى تجارب المؤتمر الوطني السابقة على مستوى الانتخابات مؤكدا بأن الوطني يزوّر الانتخابات حتى على مستوى انتخابات الأندية الرياضية والاتحادات الفئوية.
تكرار
وأضاف ضياء الدين ليس التزوير فقط بل عدم السماح للأحزاب السياسية بالعمل السياسي واعتقال كوادرها ومنع أي شكل على الاعتراض على سياسات النظام مضيفا بأن كل هذه الممارسات تدفع الأحزاب السياسية لعدم الاشتراك في حوار مع النظام أو الدخول في انتخابات يديرها النظام.
وعن تكرار ذات الخطوة بإعلان قوى التحالف لمقاطعته لانتخابات 2020 في أكتوبر من العام الماضي ثم في مارس الماضي قال ضياء الدين إنهم يضطرون لتكرار حديثهم عندما يطرق النظام هذا الأمر وتتوافق معه بعض الأحزاب المحسوبة على المعارضة، وذلك لتعبئة الجماهير ضدهم. مشيرًا إلى أن هذا السلوك هو نوع من العمل السياسي السلمي لأن رفض المشاركة في الانتخابات هو في حد ذاته عمل سياسي.
تقليل
لكن القيادي بحزب المؤتمر الوطني، د. ربيع عبدالعاطي ، قلل من خطوة عدم مشاركة قوى التحالف الوطني في انتخابات 2020 مشيرًا إلى الزخم الذي تشكله أحزاب الأمة -المشاركة بالحكومة الآن- وأحزاب الاتحادي الديمقراطي الأصل والمسجل وحزب المؤتمر الشعبي، مشيرا إلى أن الأخير معارض حقيقي وهو حزب موجود بجماهيره.
وقلل عبدالعاطى من موقف تحالف “قوى الإجماع الوطني” موضحاً أن كثيرًا الممتهنين للسياسة بداخله لا يرتكزون على قواعد حقيقية تذكر لهم مشيرًا للحزب الشيوعي الذي قال إن قواعده لم تعد كما كانت في السابق.
وأضاف عبد العاطي بأن موقف قوى التحالف الوطني ليس له تأثير يذكر على الحكومة القادمة مقراً بأن المشاركين في انتخابات 2020 هم المشاركون في الحوار الوطني.
الخرطوم : نجاة إدريس
صحيفة الصيحة.