لحظة إعلان نتائج شهادة الأساس وانشغال الناس بالمباركة والتهاني وتوزيع الحلوى كانت الصغيرة وهج كريمة الإعلامية حنان عبدالحميد المعروفة بـ(أم وضاح) تسارع الخطى في زيارة قبر والدها الراحل الإعلامي صلاح دهب الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى إبان جلوسها لامتحانات شهادة الأساس، جاءت إليه وهي فرحة على غير عادتها حينما تزوره منذ وفاته جاءت وهي تحمل خبر نجاحها الذي كان يحلم به إذ كان دائم التحفيز لها، الثامن من مارس فجر الخميس وبينما كان يستعد طلاب مرحلة الأساس للذهاب للمدارس للجلوس للامتحان كانت وهج صلاح دهب تبكي والدها وجعاً وألماً وبرغم صغر سنها اتخذت قرارها بالجلوس للامتحان رغم اعتراض والدتها لكنها تمسكت برأيها وغادرت لقاعة الامتحانات وسط دموعها وأحزانها لتظهر نتائج شهادة الأساس وتحرز وهج 224 وسط فرحة والدتها وأشقائها، (كوكتيل) حرصت على الجلوس مع وهج والحديث معهاحول تفاصيل ماحدث…فماذا قالت؟
قبل الامتحانات بأكثر من سبعة أشهر تغيبت لشهر كامل عن المدرسة حديثنا عن الأسباب؟
نسبة للحادث الذي تعرض له شقيقي وضاح تغيبت لفترة شهر عن المدرسة وانقطعت عن الدراسة.
وكيف كانت المعالجة لهذا الغياب؟
صديقاتي حرصن على مساعدتي وتعويض ما فاتني من دروس.
لحظة علمك برحيل الوالد؟
مع صلاة الفجر كنت أستذكر دروسي استعداداً للذهاب للمدرسة وأنا على علم بأن والدي بالمستشفى لكن اعتقدت أنها وعكة ويعود معافى لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، صوت بكاء ونواح من ثم لمحت أشقائي وهم يتلقون العزاء كان موقفاً صعباً لا يوصف حيث أدركت أن والدي انتقل إلى رحمه الله.
حدثيني عن أسباب اتخاذك قرار الجلوس للامتحانات؟
والدي كان حريصاً علي متابعتي ومراجعة دروسي وكان همه أن اجتاز تلك المرحلة بنجاح لذا كان القرار نابعاً من الداخل دون تردد رغم رفض والدتي التي كان تخشى انهياري وعدم قدرتي على تحمل الفجيعة لكن حسمت أمري وذهبت نحو جثمان والدي طبعت على جبينه قبلة الوادع وأخبرته بأنني سأجلس للامتحان من أجله، وغادرت قبل مواراته الثرى.
وأنتِ داخل قاعة الامتحان صفي لنا المشهد؟
دموعي كانت تسبقني إلى قاعة الامتحان التف حولي عدد من زميلاتي ومعلماتي ليخففن عني المصاب الجلل وكنت في كامل الانهيار لكن حاولت أن استجمع ما تبقي مني وبعد توزيع الأوراق لم أستطع الكتابه إلا مع الخمس دقائق الأخيرة من زمن الجلسة وكانت مادة “نحن والعالم المعاصر” التي أحرزت فيها 19 ونصف ومع نهاية الزمن جاءت خالتي إلى المدرسة لتعود بي إلى المنزل.
أيام العزاء أين كنت تستذكرين دروسك؟
من داخل سرداق عزاء الوالد ولم أبارح المنزل نهائياً إلا للمدرسة.
الجلسة الثانية للامتحان كانت مادة العربي هل كنت قادرة على القراءة؟
جلست للعربي دون أن أراجع المادة نهائياً وأحرزت 44 ونصف والحمد لله.
توقعاتك للنتيجة؟
كنت على يقين أنني سأتحصل على درجة أقل من 200 لكن والحمد لله وبفضل دعاء أمي ورضاء والدي عليه الرحمة أحرزت 224.
لحظة معرفتك بالنتيجة أول ما بدر بذهنك؟
مجرد وصول خبر نجاحي كان همي الأول أن أخبر أبي بذلك فأسرعت بزيارته بالمقابر ولأول مرة أذهب إليه وأنا سعيدة وأخبرته أنني حققت حلمه والحمدلله.
حوار: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني