المكفوفون من تلاميذ مرحلة الأساس بولاية الخرطوم يمثلون شريحة فقدت البصر، لكن رب العباد أكرمها بـ(فتح البصيرة)، هؤلاء وقَّعوا حضوراً في دفتر التفوق، ولذا كان من الضرورة تسجيل زيارة خاصة لهم، حيث يقول الأستاذ إسماعيل الطاهر مدير مدرسة المكفوفين لـ(السوداني) لقد جلس عشرة طلاب لامتحان شهادة الأساس وبحمد لله جميعهم متفوقون حيث أحرز الأول نسبة (221) وأقل مجموع (190) وهذا يعتبر إنجازا كبيرا جدا، وأضاف أنهم يختصرون الثماني سنوات في سنتين فقط وهذا بتضافر مجهود من المعلمين، وأشار إسماعيل إلى أن هناك صعوبات كثيرة تواجهه المدرسة أولها ضيق المكان لتهيئة هؤلاء الطلاب قبل خوض الامتحانات. وأضاف الطاهر أن المدرسة بها (تأهيل اجتماعي، وتعليم أكاديمي، تدريب مهني، قسم الحاسوب)، وأضاف أن هذا العام خضع فيه تسعة طلاب لامتحان الشهادة السودانية وفي انتظار النتيجة.
من داخل مدرسة المكفوفين توجهنا مباشرة إلى المتفوقين ومشاركتهم الفرحة؛ حيث كانت البداية بالطالب (أباذر محمد أحمد) والذي تحدَّى الصعاب مُحققاً المركز الأول على مستوى مدرسة المكفوفين، بإحرازه مجموع 221 درجة، وقال لــ(السوداني) إنه كان يتوقع أكثر من ذلك، وأنه كان يعتمد على مساعدة المسجل الصوتي له والذي يحتوي على كل المواد، وقال: كنت أدرس درس اليوم باليوم وأيام الامتحانات لدينا معسكر مغلق، في المواد كانت اللغة العربية مخيفة خاصة القواعد، وأتمنى في المستقبل قراءة الدراسات الإسلامية (عايز أتعلم في العلوم الإسلامية)، ولديّ فضول وأريد أن أبحر في العلم، هواياتي الحاسوب واللغة الإنجليزية.
أيضاً التقينا بالمتقوفة عاتقة عبد الله التي أحرزت المرتبة الثانية (214) وقالت: (أنا مبسوطة شديد كما كنت أتوقع أن أحرز درجة أعلى من هذه، ولكن في الشهادة السودانية إن شاء الله).
أما الطالبة جمال محمد والتي أحرزت (214) مشتركا، فقالت: نحن كنا على ثقة من أننا سوف ننجح، وأشارت إلى أن المكفوفين مثابرون ورمزهم وعطاؤهم متجدد، كما أنهم يتمتعون بالصبر والمقدرة على المشقات، وذكرت جمال أن هناك جهات كثيرة لديها الفضل في هذا النجاح ويتم تسجيل المادة كاملة، واختتمت حديثها بأنها تعد المجتمع بأن يجد المكفوفين عند حسن ظنه.
الخرطوم بحري: ساجدة دفع الله
صحيفة السوداني