قبل أسبوع بقناة أمدرمان، وفي برنامج الميدان الشرقي الذي يعده ويقدمه الأخ عبد الباقي الظافر، كان بعض الحوار عن توقيعات لإستدعاء البرلمان للنائب الأول و رئيس الوزراء لمساءلته عن إقالة وزير الخارجية إبراهيم غندور .. وهناك قلت فيما قلت بأن هذا الإستدعاء لن يحدث حتى ولو تم إعفاء كل وزراء الحكومة .. وأن هناك قضايا وأحداث – أكبر وأعظم من إقالة وزير الخارجية – مرت (مرور الكرام)، وكلها كانت تستدعي إستدعاء رئيس الوزراء ومساءلته، ولكن لم يحدث .. وهذا الإستدعاء – الذي يتوعد به بعض النواب النائب الأول ورئيس الوزراء في الصحف – لن يحدث أيضاً…!!
:: فالأدهى والأغرب، وعلى عكس ما يحدث في دول الدنيا والعالمين، فان إستدعاء ومساءلة النائب الأول و رئيس الوزراء في بلادنا من (الخطوط الحمراء)..نعم مجرد الإستدعاء والمساءلة حول حدث أو قضية (خط أحمر)، وناهيكم عن التفكير في سحب الثقة عنه أو عن حكومته، كما تفعل البرلمانات..ولهذا، ليس بمدهش أن يعجز نواب البرلمان عن الإستدعاء والمساءلة حول إقالة وزير الخارجية، كما عجزوا أيضاً عن الإستدعاء والمساءلة حول الأزمة الاقتصادية و انهيار الجنيه السوداني- ما بين ليلة وضحاها – لحد تجاوز الدولار (40 جنيهاُ)..!!
:: ويوم أمس، ذهب النائب الأول ورئيس الوزراء إلي النواب طوعاً وليس بالإستدعاء، وتحت قبة برلمانهم نفى وصفه لوزراء حكومته بالفاشلين، وقال : ( أنا لم أقل الوزراء فاشلين بل قلت المدرسة الاقتصادية المطبقة فشلت، إذا قلت الوزراء فاشلين يبقى أنا فاشل).. حسناُ، فالوزراء ليسوا بفاشلين ولكن المدرسة الاقتصادية التي يطبقها هؤلاء الوزراء الناجحين هي (الفشلت).. ليبقى السؤال، هل هناك جهة أخرى – غير حكومة رئيس الوزراء – هي التي تأمر هؤلاء الوزراء غير الفاشلين وتوجههم وتشرف على تطبيقهم لهذه المدرسة الاقتصادية ( الفاشلة)..؟؟
:: وأليس من المؤسف أن يبلغ الفشل بحكومة رئيس الوزراء لهذا الحال : (نعم هنالك صفوف وقود لكن الأسباب فرضت هذا الواقع بسبب صيانة مصفاة الجيلي لأنه تعذر توفير المال الذي طلبته الوزارة بقيمة 102 مليون دولار لأن الشح الحقيقي في النقد الأجنبي تسبب في عدم توفير المبلغ في الوقت المحدد)، رئيس الوزراء مخاطباً نواب البرلمان..؟.. فالوزراء غير الفاشلين – وهم الذين إختارهم رئيس الوزراء في تشكيل القطاع الاقتصادي بحكومته – فشلوا حتى في توفير مبلغ قدره (102 مليون دولار فقط لاغير)، مما تسبب في الصفوف الراهنة، وإن لم يكن هذا فشلاً فما الفشل؟.. وغير صفوف الوقود و أزمة السيولة ومتاعب الزراع مع الحصاد والمصدرين مع التصدير والمستوردين مع الإستيراد، فكما الدولار تشهد أسعار كل السلع إرتفاعا مًخيفاً ..!!
:: وبدلاً عن توضيح الأسباب الحقيقية و الحلول العاجلة والآجلة، كان خطاب رئيس الوزراء كما وصفه بعض نواب البرلمان بعيداً عن الواقع.. وعلى سبيل المثال، يقول النائب أبو القاسم برطم : ( خطاب رئيس مجلس الوزراء رومانسي، فضلاً عن كونه لم يلامس أزمة االبلاد، و إن الواقع يناقض الخطاب لأن البلاد تعيش أزمة في البنزين وأزمة في السيولة و غلاء فاحش، وكنا نرجوا أن يخاطبنا عن الواقع الذي يعيشه المواطن وأن يأتينا الخطاب بحلول وليس وعود)..ومع ذلك، لا مساءلة برلمانية ولا محاسبة، لأن النائب الأول ورئيس الوزراء(خط أحمر).. وكنوع من الترقيع، ولأن الجمع بينهما يُعيق البرلمان عن المساءلة والمحاسبة، يجب الفصل بين المنصبين – النائب الأول ورئيس الوزراء – في التعديل الوزاري المرتقب..!!
الطاهر ساتي