*السادة حكومة السودان الشقيق :
*ومفردة شقيق هنا على سبيل المجاز بما أننا لا ننتمي لأية دولة أخرى..
*فقد وجدنا أنفسنا هنا… ولا نعرف بلداً غير بلدكم هذا..
*فاحتوانا… واحتوى آباءنا… وسيحتوي أبناءنا وأحفادنا أيضاً إن مد الله في (عمره)..
*وأنتم – أيها السادة الكرام – لم تقصروا معنا أبداً..
*ولا قصَّر الذين سبقوكم مع السابقين منا طوال العهود كافة..
*من لدن مجاعة (سنة 6) زمان… وحتى مجاعة (جكسا في خط 6) الآن..
*فمجاعة اليوم أضحت (هي والقون)… ودفاعاتنا متهالكة..
*أهلكها الجوع… والمرض… والسوق… والفقر… والرسوم… والصفوف..
*وبما أننا صرنا منكم وفيكم فنرجو معاملتنا كقلة مستضعفة..
*فنحن مستضعفون في الأرض؛ بين فيالق الوافدين… وجيوش الحاكمين..
*فالوافدون هؤلاء باتوا (يتضايقون) من مزاحمتنا لهم..
*وأنتم الحاكمون تمدد أتباعكم الكثر في كل مناحي حياتنا حتى (ضيَّقوا) علينا..
*فأين نذهب أيها السادة ونحن لا هوية لنا ولا وطن؟!..
*وقد سمعنا قبل أيام أن (بدون) الكويت رفضوا الاستقرار معنا في أرضكم..
*وما ذاك إلا لأنهم سمعوا بأحوال (بدونكم) ولا شك..
*فعلى الأقل هم يجدون هناك من مقومات الحياة ما يكفل لهم العيش الكريم..
*ونحن عيشتنا ضنك… ورهق… وعذاب… و(شلهتة)..
*فأما إن كانوا وافقوا فما كان لدينا مانع من مقايضتنا بهم… ويدفعون لكم الفرق..
*فأنتم في أمس الحاجة للمال… ونحن في أمس الحاجة للراحة..
*فـ(بدونٌ) مرتاح خيرٌ من (بدون) تعبان ؛ وكله في النهاية بدون… بالنسبة لنا..
*وبما أن ذلك تعذر – للأسف – فلنا طلب عند سيادتكم..
*وأعذرونا إن بدونا فيه مفتقرين إلى الأدب… والكياسة… وأدب الضيافة..
*وهو أن تقللوا لنا من وجود منافسينا الأجانب..
*ومعذرة ؛ فنحن كلنا أجانب في دولة حضرتكم… ولكنا نتميز عنهم بميزة..
*وهي أننا أقدم وجوداً منهم على أرضكم… وأكثر انتماءً..
*ثم إن لهم دولاً يمكنهم أن يعودوا إليها بخلافنا نحن الذين لا نعرف سواكم..
*فبالله عليكم خففوا من إحساسنا بالغربة الذي تنامى مؤخراً..
*فما كان الأمر كذلك عند آبائنا – وأجدادنا – في كل الحقب السياسية الفائتة..
*ولا حتى عندنا نحن قبل أن (ترثوا) هذا البلد الغني..
*ولكنكم – وتقبلوا صراحتنا – بددتم كل الذي ورثتموه… وصيَّرتم السودان فقيرا..
*وصيَّرتمونا نحن أنفسنا فقراء… لا نملك شيئا..
*لا نملك حق الغذاء… ولا الدواء… ولا الكساء… ولا حتى (العواء) ؛ إن تظاهرنا..
*ولكن الغريبة أنكم تبقون أثرياء وسط كل هذا الفقر..
*ونحن لا نحسدكم… ولا نحقد عليكم… لأن (البلد بلدكم وأنتم أسيادها)..
*فقط نتمنى ألا تجعلونا مع الوافدين… سواءً بسواء..
*عن شعب البدون ببلادكم…….
*واحد (بدون !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة