إن الانطباع الأول هو أهم عنصر يجب أن يركز عليه المرء خلال لقاءاته الحياتية عامةً ولقاءات التوظيف خاصةً، إذ أنه يمثل بداية تواصل وركيزة علاقة ستدوم لفترة طويلة، وهو أيضاً المؤشر المحدد في حكم الغير علينا وعلى شخصيتنا. لهذا، وجب الوقوف قليلاً للتركيز فيما يجب فعله بالخصوص، وألا نجعله يمر مرور الكرام دونما أي تدقيق أو تخطيط. فيما يلي، سنحاول أن نعرض عليكم أهم الجمل التي يجب تجنب قولها في لقاءات العمل، وذلك لتأثيرها السلبي – حسب بعض متخصصي المجال – سواءٌ الظاهر منه أو الباطن.
” أعتذر على التأخير فلقد … “ إياك أن تتأخر من الأساس ! فالانضباط أهم ما يبحثُ عنه في شخصية المترشح للعمل، لذلك احرص على الحضور قبل موعد اللقاء.
” دعوني أقدم نفسي … “ إنك المدعو للقاء العمل، ومخاطبك يعلم من أنت جيداً من خلال سيرتك الذاتية والوثائق التي أرسلتها مسبقاً. لهذا، كن عملياً وأعرب عن ثقتك في نفسك ومعرفتك الجيدة بموقفك ووضعيتك، وأيضاً دع المخاطب يتناول زمام الأمور وتسيير اللقاء.
” ما مدة المقابلة ؟ ” إياك وأن تطرح هذا السؤال ! فهو يوحي بنفاذ صبرك، وبطريقة مستترة يوضح عدم اكتراثك بالمقابلة، فكل همك أن تنهيها وتعود أدراجك. لهذا، دع مخاطبك يشعر بأريحية الحديث معك، وبأنك متاح طوال اليوم للمقابلة.
” لم أكن أحب مجال دراستي ” لا تقل ذلك وإن كان حقيقة، فالأمر سيوحي وكأنك لم تكن أبداً عنصراً فعالاً ولم تملك الجرأة لاثبات اختياراتك وتحقيق طموحاتك.
” لم أجد الوقت الكافي لمعرفة تفاصيل الوظيفة / عمل الشركة ” لا تعترف أبدا بالأمر حتى لو كان حقيقة ! فلو كانت الشركة الموظفة أو العمل المقدم يهمك لكنت بحثت بأمرها وعرفت ولو قليلاً مجال تخصصها وبعض المعلومات البسيطة عنها.
” ماهي نشاطات شركتكم ؟ ” في نفس سياق النقطة السابقة، لا تطرح أبداً هذا السؤال. فأن يطلب منك محاورك في آخر المقابلة طرح ما يجول في خاطرك من أسئلة لا يعني أبداً أن تطرحها بطريقة عشوائية ودونما تحديد مسبق.
” لقد طردت من العمل ” بصفة عامة، فإن الحديث بطريقة سلبية عن منصبك السابق قد يوحي إلى ميولك للشعور بالملل، وبأنك لم تستطع تقديم أي قيمة مضافة إليه. لهذا، تجنب بطريقة أو بأخرى الحديث بتفصيل عن الأمر، خصوصاً إذا كانت الوظيفة المقدمة في نفس مجال العمل.
” رئيسي السابق لم يكن كفءاً ” أتريد الحديث عن رئيسك السابق ؟ انس ذلك تماما ! فهذا سيضر صورتك بطريقة مباشرة سمعة شركة عملك السابقة. فالأمر يوحي بأنك غير موضوعي ولا يمكنك التكيف مع بيئة العمل والانسجام والعمل مع رئيسك كيفما كان وضعه.
” أنا في حاجة ماسةٍ إلى هذا العمل ” إن هذه الجملة لن تفيد في شيء غير أنها ستضعك في موضع ضعف، وبدل استخدامها لإثارة شفقة الموظِف ستجبرك – في حال موافقتهم على توظيفك – على الخضوع لشروطٍ قاسية في عقد العمل. نفس الأمر ينطبق على جملة
” سأوافق على كل شروطكم للحصول على هذه الوظيفة “
” أعتذر، فأنا متوتر ” هي جملة كسابقتها لن تفيد في شيء، فالمحاور لابد وأنه شعر بذلك من خلال طريقة كلامك. فلا تحاول إثارة بعض الشفقة، فالأمر، على العكس، سيوضح ضعف ثقتك في نفسك وسيعود بالضرر على موقفك.
” أعلم أنني أفتقر إلى الخبرة المطلوبة لكن … ” ما دمت اخترت لاجتياز لقاء العمل، فإنهم وجدوا أنك شخص مناسب للمنصب المعروض ولك من المؤهلات ما تنافس به غيرك للحصول عليه. لهذا لا تحتقر نفسك أبدا وأبرز ثقتك بنفسك وبمكتسباتك سواء الدراسية أو العملية.
” ها ! أيمكنك إعادة طرح السؤال فلم أنتبه ! ” لا تنس القاعدة الذهبية ( اسمع وسجل ! ) عليك أن تصغي جيداً لمحاورك ولا تفقد تركيزك أبداً. صحيح أنه عليك الحديث والإجابة، لكنك أيضاً مطالب بالإصغاء وإعارة الانتباه لمن أمامك.
” إن هذا يذكر بموقف حصل عندما … ” لا تتخلى عن الموضوعية والعملية أبداً. فالاحترام وترك مسافة وقار بينك وبين مخاطبك لهو من الضروريات المطلوبة.
” لقد أوضحت ذلك في سيرتي الذاتية ” ومن قال أنك لم تفعل ؟! إن سؤالك عن شيء أوضحته سابقاً في سيرتك الذاتية أو في طلبك الخطي المرفق معها لهو لغاية في نفس يعقوب. ربما لم ينتبه محاورك لتلك النقطة بالذات، أو أنها طريقته لتقديم الحديث عن موضوع ما. إذاً، أجب باقتضاب على ما طرح عليك من أسئلة، ولا تنسى إضافة بعض التفاصيل المفيدة غير المذكورة في الوثائق المُقَدمَة.
” أنا الأفضل ” أو ” إني أعمل كثيراً ” أبداً ليس من العملي قول مثل هكذا جمل. لهذا اجعل مخاطبك يستشعر مميزاتك بدل قولها، فالأفعال بطالما كانت أبلغ من الأقوال.
” ما قيمة الراتب الشهري ؟ ” لا تطرح هذا السؤال بطريقة مباشرة، خصوصاً في لقاءك الأول. ربما أمكنك بعد ذلك أن تسأل عن الراتب بطريقة أكثر ملاءمة كأن تقول مثلاً: ” وفيما يخص تحديد الأجور، أيمكنك رجاءاً أن تصفي لي الظروف العامة لذلك ؟ “
” أحتاج إلى … ” لقاءات العمل ليست أنسب مكان لتحدد فيه احتياجاتك. لهذا، تحدث أكثر عن رغباتك، طموحاتك، أهدافك، توقعاتك …
” لا أريد الإجابة على هذا السؤال ” أو ” لست هنا لأتحدث عن هذا الموضوع ” غالباً لا يتم تناول المواضيع الشخصية في لقاءات العمل إلا لقياس ردة فعل المترشح. لهذا، وفي حال أردت تفادي الإجابة عن سؤال ما يجب أن تفعل ذلك بطريقة لبقة. ” اممم، لا أتذكر ذلك ” في حال لم تتذكر إجابة سؤال ما قل ” لا تحضرني حالياً الإجابة الدقيقة ولكن … ” وهنا حاول أن تحوم حول الموضوع المطروح، أو أن تطرح مجالاً بالتقريب في حال كان الجواب رقم ما. ” لا أملك أي سؤال ” في الغالب، وفي نهاية اللقاء، يطلب منك محاورك طرح أي سؤال يروادك، وأن تتجنب ذلك قد يوحي بعدم اكتراثك بالحصول على العمل، لهذا احرص أن تطرح سؤال ولو كان بسيطاً كسؤاله مثلاً عن امتيازات المنصب الاجتماعية أو أوقات العمل … وفي الأخير، نتمنى لكل مقبل على اجتياز مباراة عمل التوفيق، ولا تنس أيضاً – أيها القارئ – مشاركتنا خبراتك السابقة في هذا الخصوص.
سكاي نيوز