ذات عذاب !!

*والجمعة يومٌ للرحمة لا للعذاب…ولكن..

*فاليوم الجمعة – مثلاً – هنالك ثلاثة صفوف :

*صف الوقود… وصف الصرَّاف… وصف الصلاة..

*الأولان قد يعود الناس منهما خائبين… فلا يُقبل منهم بذلٌ في سبيلهما..

*والثالث علمه عند الله !!!.

*كأن عذابات الراهن لا تكفي الناس فيأبى بعض الأئمة إلا أن يزيدوهم عذابا..

*فإما أن (يصلبوهم) بكلام كثير عن أي شيء إلا الراهن..

*أو يحدثونهم عن الراهن من زاوية ما يحدث في دول أخرى ؛ ليحمدوا ويسكتوا..

*أو يبرروا للراهن بألسنة وزراء سنوات العذاب هذه..

*أو يحملونهم هم مسؤولية هذا الراهن !!!.

*كان إمام حيِّنا يختم خطبته بدعاء (اللهم ولِّ علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا)..

*فيردد المصلون خلفه بصوت جهير (آاامييين)..

*الآن حين يبلغ هذا الدعاء (يتنفَّض) المصلون وقوفاً للصلاة وهم صامتون..

*ولا ينتظرون ( قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله) !!!.

*أحد ظرفاء دولة عربية زار بلادنا لعدة أيام ثم رجع..

*عندما سُئل كيف وجد السودانيين قال : مساكين… قامت قيامتهم والحين يُعذَّبون..

*فسُئل مرة أخرى بفضول شديد : لماذا ؟..

*فأجاب ضاحكاً : ترى كانوا (يعذَّبون) الصبر !!!.

*كانت الجمعة يوماً للترفيه… والترويح… والتغيير… ووصل الأرحام..

*الآن صارت يوماً للوحدة… والوحشة… والتوحُّد..

*وباتت أجواء (الجمعة في شمبات) من حكايات ألف ليلة… وفاطمة السمحة..

*وحلت (دمعة) عين صديقي ربيع محل (دمعة) القراصة !!!.

*يُحدِّث الكاروري المصلين يوم الجمعة عن كل كوارث (دول الاستكبار) الطبيعية..

*من حرٍّ… وعواصف… وزلازل… وأمطار… وبراكين..

*ويجزم لهم أنها بفعل غضب السماء على قوم فسدوا… وفسقوا… وتجبَّروا..

*وحين تصيب بلادنا كارثة مماثلة فهي عنده (ابتلاء)..

*فقدر بلادنا أن تكون في حالة ابتلاء متواصل منذ أن بكى النذير فرحاً بالتمكين..

*سواء كان ابتلاءً من فعل الطبيعة…أو من فعل (المتمكِّنين)..

*وانظروا لما سيقوله في صلاة الجمعة اليوم !!!.

*ما زلت أذكر أصيل ذلكم اليوم من أيام الجمعة بحلفا… وأنا طالب في الثانوي..

*كان الجو ساخناً… وطفقت أجول بدراجتي على غير هدى..

*وعندما بلغت حي التوفيقية هبت نسمة دعاش فجائية جعلتني أنظر إلى السماء..

*فأبصرت غمامةً داكنة فوق رأسي… لم أر أجمل منها..

*ومن فرط انبهاري بسحرها ولونها وطلَّتها سميتها (الغيمة ذات الحجاب)..

*سيما وقد ظهر لي منها ما بدا كعينين مكحولتين..

*وفي كل جمعة من جُمع زماننا هذا أتوق لمثلها…ودُعاشها..

*ولكني لا أبصر إلا (غُمَّة ذات عذاب !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version