أعلنت الحكومة عن وصول عدد من البواخر التي تحمل كميات من المواد البترولية، وعلى الرغم من التضارب في عددها من خلال ما أوردته الصحف السياسية بالخرطوم عن وصول سبع بواخر، وأخرى ذكرت أن العدد خمس، واخرى قالت سبع عشرة، ما يهم الآن هو أن تصل تلك البواخر وتفرغ حمولتها، وتصل إلى المواطن المسكين، إن كان على مستوى أصحاب المركبات الذين أضاعوا جلَّ يومهم فى صفوف الوقود، أو المواطنين الذين لم يجدوا وسيلة مواصلات وتوكلوا على الحي الدائم، ومشوا بأرجلهم إلى منازلهم، إن المواد التى ذكرت عن وصولها ستحل الضائقة الموجودة الآن، ولكن هل ستكون آخر الأزمات التى تشهدها العاصمة والولايات فى البترول، نسأل الله ألا تكون أكثر ما يؤرق المواطنين من أزمات هي المواد البترولية، لأنها تنعكس سلباً في كل شيء ابتداء من المواصلات وارتفاع التعريفة فيها، ثم بقية السلع الأخرى التي ترتفع بسبب الترحيل، ولذلك يجب على الدولة أن توفر المال اللازم لشراء المواد البترولية مهما كلف من أمر، ونحمد الله أن أزمة مثل التى شهدتها العاصمة والولايات في الوقود الآن تعامل معها المواطن بأسلوب حضاري جداً، لأن أزمة الوقود في الحكومات السابقة كانت سبباً فى إزالتها، فالإنقاذ يجب أن تحمد الله أن شعبها وما شاهده من اضطرابات في دول الربيع العربي وما آل إليه الوضع بعد التغيير الذى حدث في كل من ليبيا وتونس ومصر، والآن يجرى التغيير فى سوريا كل تلك الدول ضاع شعبها بسبب التحول الذى طرأ، والتغيير لم يكن إلى الأفضل بل كان إلى الأسوأ، فقد لاحظنا كيف الوضع الآن فى ليبيا التي ظلت من أكثر دول المنطقة أمناً واستقراراً حتى على مستوى المعيشة، فالمواطن الليبي أو الجاليات التى تقطن ليبيا لم تشعر بالضيق المعيشي الذي نشهده في كثير من البلدان العربية مثل مصر وتونس التي جرى فيهما التغيير بسبب الضائقة المعيشية، ولكن ليبيا الآن تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني، وكذلك سوريا التى مازالت تعاني من الاضطراب الأمني وعدم الاستقرار، بل شرَّد النظام السوري شعبه، ولا ندري ما الذي يريده الشعب السوري الذي كان يعيش حالة من الأمن والاستقرار كما ليبيا، لذلك قيَّم الشعب السوداني كل الذي يجري في تلك الدول تقييماً دقيقاً وصبر على الكثير، عسى ولعلَّ أن ينصلح الحال.
ورغم أن المعارضة تتحدث منذ فترة طويلة بأنها تعمل على اقتلاع النظام بالقوة، ولكن لا شئ حدث حتى الآن، فالوضع الذي نعيش فيه ربما الأفضل للكثيرين رغم الضائقة التى انعكست على المواطنين، وكما يقول أهلنا في السودان ما في زول بموت من الجوع، فالنعمة التي نحن فيها الآن من أمن واستقرار يحسدنا عليها كثير من أبناء الدول العربية، ولكن نحن لا نحس بذلك إلا إذا خرجنا إلى العالم واكتشفنا بأنفسننا الحالة التى نحن عليها ..والسودان شعبه متضامن ومتكاتف ويكفيه القليل كسرة بموية تجعله فى قمة السعادة، وكوب من الشاى السادة يجعله أكثر استقراراً ..ولكن يجب أن تلتفت الدولة إلى هذا الشعب العظيم المتسامح معها ومع نفسه، وألا تذله أكثر، لأنها تعرف قيمة هذا الشعب، وكما قالت من قبل الدكتورة سعاد الفاتح البدوي،عنه بأنه: (شعب طيب، ولكن لو قام صعب)، فقد أحدث انتفاضتين في أقل من ستين عاماً، فارحموه وأرأفوا به أيها الحكام.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي