خرجت هذا الصباح بعد ان تناولت افطارى الرابعة صباحا واديت صلاة الفجر متجها صوب دبي فى الخامسة صباحا ..فوجدت شوارع مزدحمة وشعوب من كل السحنات تتجه لاعمار صحراء الخليج بقوة ارادة الانسان وحكمة وشطارة الحكام ..
لحظتها تذكرت شعبنا عاشق النوم وظل الظهيرة ..وبنابر ستات الشائ المليئة ليل نهار حتى بالعسكر بلباسهم الرسمى ..
تذكرت حلل القيزان والصوانى فى الماتم التى تنصب لها الخيم ايام وتلتف حولها السيارات…وجرى من المقابر .للطباخين والخراف والاكل الماخمج والشاى والقهوة ..
ومسكين شباب السودان ..يشتغل سنوات ويتعب ويكد ..ويصرفها فى يوم على الغناية والقاعة والصحن عشان السترة …والناس تبطل شغلها وتسافر للعرس والبكاء وحتى رئيس البلد ياخد طيارة خصوصى ويمشى يعزى!!
نحن شعب فوضوى ويكره الانضباط والنظام واللامبالاة افظع صفاتنا.. ومن يريد ان يعمل بعلم او منهج (نتهمه) بانه متفلسف …
شعب ممكن يجلس ساعات طويلة يحتسى القهوة ويتونس …ويجتمع ساعات طويلة فى اعمال هامة ويخرج بلا طحين ..ولازلت اذكر بالاسى والالم السنين الطويلة التى قضيتها فى العمل السياسى واجتماعات حتى منتصف الليل واكل وشرب وجهد وزمن ..والنتيجة سراب ..لاننا غير منضبطين ولا نعرف حتى كيف نجعل اجتماعاتنا مثمرة ومنتجة ..فقط فوضوى ولابسين ملافح وبدل …وشو ومنظر على الفاضى !!
شعب يحب المظاهر
يكره الانضباط والنظام
وفى عداء مع تنظيم الحياة
وتنظيم الوقت
ننام ونستيقظ كما نريد
نساهر حتى منتصف الليل
ولا نستطيع الاستيقاظ مبكرا
وان اردت ان تنجح فى قضاء مشوار فى الخرطوم اخرج الخامسة ص ..ستجد الشوارع فاضية ..حتى عساكر المرور ليس هنالك
شعب معظمه اصبح يتناول شاى الصباح بعد العاشرة ص ويفطر عند الظهيرة ويتغدى بعد المغرب..
علما بان العقل السليم فى الجسم السليم ..وتنظيم الوجبات امر مهم جداا وكل شعوب العالم تتناول افطارها فى الصباح الباكر قبل الخروج للعمل ..
ان سبب احباطنا وعدم الانتاج فى بلد كلها انهار عذبة واراضى خصبة وتستورد برتقال فاسد من مصر ..باننا كسالى ..عشان كده هاجرت ستات الشاى والقهوة من الحبشة للتجارة فى كسلنا..
لقد كانت اجابتى لاديبنا الراحل الطيب صالح عن سؤاله: من ايتى هؤلاء؟؟
كانت اجابتى: من غفلتنا ..
اننا يجب ان نشخص عللنا لكى نعرف الدواء
ومن اهم العلل..اننا
شعب losse
وفوضوى
ويتصف باللامبالاة
والكسل
وعدم احترام الوقت
من الطبيعى ان يصبح محبطا
وان يكون اغنياؤه هم السماسرة وليس المنتجين
ومن الطبيعى ان يحكمه التجس والتعس
(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )
د. فخرالدين عوض حسن