* أطلت أزمة الوقود برأسها الأشعث من جديد، لتجر معها أزمتين أخريين، لأنها عطلت حركة المرور في شوارع العاصمة، بسبب اصطفاف السيارات أمام محطات الخدمة في طرق رئيسية لعدة كيلومترات.
* تجلت الأزمة الموازية في خلو المواقف من مركبات النقل العام، بسبب وقوفها أمام الطلمبات بالساعات الطوال، بحثاً عن الجازولين الغالي.
* تلوّت الصفوف وتعرجت وامتدت إلى شوارع جانبية داخل الأحياء، لتزعج السكان، وتغلق الطرقات، وتمد لسانها طويلاً لوزير النفط، الدكتور عبد الرحمن عثمان، الذي أنكر وجود الأزمة، وصاح في التلفزيون متسائلاً عن مكانها.
* يا سعادة الوزير، إن كنت لا تعلم فإن أزمة الوقود موجودة في الخرطوم وأم درمان وبحري، وفِي كل أحياء العاصمة المثلثة وأريافها.
* موجودة في الكلاكلات والعزوزاب والشجرة والصحافات وبري وأم بدة والثورات، وفِي كل أحياء شرق النيل، ومرسومة بطول صفوفها المزعجة حتى في قلب الخرطوم، على بعد أمتار قليلة من مباني وزارتكم الفارهة في شارع النيل.
* أما عن الحال في الولايات فحدِّث ولا حرج، لأن الأزمة لم تنفرج هناك أصلاً، مثلما حدث في العاصمة خلال الأيام السابقة.
* أزمة خانقة، جرّت معها أزمات أخرى، لأنها عقدت حركة المرور، وعكّرت دم المواطنين بفقدانهم لوسائل المواصلات، واضطرارهم للانتظار بالساعات وسط جحيم الشمس اللاهبة هذه الأيام، بخلاف تأثيراتها المعلومة على الزراعة والصناعة.
* موضة الإنكار التي تستهدف حجب ضوء الشمس بإصبع، سعياً لتجميل الوجوه ونفي التقصير، لن تفلح في تبرير الأداء الحكومي الكارثي في ملفات حساسة نغصت حياة الناس في كل مكان.
* لم يصدق أحد ما ذكره محافظ البنك المركزي عن عدم صدور توجيه منهم بتقليص حجم السيولة في البنوك، لأن الواقع هزأ بتلك التصريحات علناً، مثلما لم يصدق أحد تكذيب بنك السودان لتصريحات غندور بشأن عدم سداد مستحقات السفارات.
* تحدثت شخصياً مع عدد من سفرائنا بالخارج فأكدوا صدق حديث البروف، وأثبتوا عدم استلام معظم السفارات لمخصصاتها منذ شهور، وتسبب ذلك التقصير المريع في معاناة كبيرة لأطقم تلك السفارات، بدرجة أجبرت أحد السفراء على العودة للسودان، بينما عانى زميلان له من ملاحقة مزعجة من مدارس ينتظم فيهما أبناؤهما، إلى درجة تهديدهما باللجوء إلى القضاء، والأمثلة كثيرة.
* أراد البنك المركزي نفي التقصير فأثبته على نفسه، عندما أقر بفشله في سداد بقية مستحقات السفارات للعام المنصرم، برغم انقضاء الثلث الأول من العام الجديد.
* إنكار الأزمات ومكافأة من يطالبون الناس بتجاهل معاناتهم، وتكذيب عيونهم، ومعاقبة من يقرون بها بالطرد من الخدمة، لن يعالج تلك المشكلات، بقدر ما يعقدها ويفاقمها ويزيد الأوضاع سوءاً على سوئها الحالي.
* واجهوا الواقع ولا تنكروه، حاسبوا المقصرين، اطردوا الفاشلين العاجزين عن أداء مهامهم في مرافق حساسة، ووزارات سيادية، لأن الإبقاء عليهم مع التخلص ممن يقرون بالأزمات سعياً إلى معالجتها، سيتسبب في انهيار هذه الدولة.
للعطر إفتضاح
مزمل ابوالقاسم