تناقض المشاعر ..!!
:: وختاماً، يسألني البعض : ( لماذا لم تنتقده قبل أن يقيلوه؟).. وأعذرهم لعدم المتابعة، ثم أحيلهم إلى أرشيف الزاوية، ولن يجدوا لي فيه موقفاً مناصراً لمواقف إبراهيم غندور – المراوغة – منذ أن كان رئيساً لاتحاد العمال وحتى يوم أقالوه .. وغير زاوية كتبتها بتاريخ اكتوبر 2011، و انتقدت فيها بعض جماهير حزب الأمة التي إعتدت عليه في دار الأمة وقذفته بالأحذية و قوارير المياه الفارغة، فلن يجدوا في هذا الارشيف غير عشرات الأعمدة الرافضة لمواقف غندور.. !!
:: ولكن من المحن السودانية، كما يصف عمنا شوقي بدري بعض (بلاوينا)، فمن هاجموني في ذاك العام على تلك الزاوية الرافضة لإعتداء جماهير الأمة عليه بالقوارير والأحذية – وكانت بعنوان (غندور.. بأي ذنب قًذف؟) – هم من يهاجموني في هذا العام لمجرد إستحساني إقالة غندور.. ومن المؤسف وصف هؤلاء – الذين يُغيًرون أمزجتهم وأحاسيسهم ما بين ليلة وضحاها – بالمصابين بالشيزوفرينيا، بحيث يعجبهم غندور (مقذوفاً) ثم لا يعجبهم غندور (مُقالاً ) .. ولله في مشاعرهم شؤون..!!
:: وبعض نواب البرلمان أيضاً، شرعوا – بقيادة القيادي بحركة الإصلاح الآن فتح الرحمن فضيل – في جمع التوقيعات لاستدعاء رئيس الوزراء وإستفساره عن قرار إقالة غندور.. من يُخبر نواب الإصلاح الآن بأن من أقال غندور هو رئيس الجمهورية وليس رئيس الوزراء ؟.. ومن يخبرهم بأن (الكُحة) حين لاتكون صادقة وشجاعة افضل منها (صمة الخشم).؟، أي تحلوا بشجاعة وإستدعوا الرئيس أو أصمتوا، أو عبُروا عن الحدث كالطبيب الذي ذبح ثوراُ أمام منزل غندور فرحاً بعودته إلى طب الأسنان، أو كما رصد محررنا المجتهد عبد الباسط إدريس..!!
:: وفي خضم العويل، راقني ما كتبه الأخ سيف الدولة حمدنا الله واصفاً حالهم، حيث يقول مولانا سيف : ( يُخطئ وزير الخارجية المخلوع إبراهيم غندور إذا إعتقد أن الذين هلّلوا لموقفه بمجاهرته بالحقيقة حول عجز الدولة عن دفع إيجارات مقار البعثات الديبلوماسية وعجز بنك السودان عن دفع رواتب السفراء وما دونهم لأكثر من سبعة شهور، يُخطئ الرجل إذا إعتقد أن الذين هلّلوا له قد فعلوا ذلك لأنه بطل فقد وظيفته بسبب شجاعته ولكونه رجل حقّاني، فكل ما هناك أن الشعب ينتشي لأي فعل أو قول يفضح النظام )..!!
:: لقد صدق .. ولكن ما فات عليه هناك من يجتهد لتحويل الرجل إلى جيفارا ومانديلا، ثم يتطرف في مناصرته لحد التهديد باطلاق حملة ( غندور / 2020)، وكأن الرجل فارقهم أو فاصلهم في إحدى القضايا الجوهرية؟.. هؤلاء أمرهم عجب، وليس لي من قول غير : فتح الله بصيرتكم بحيث ترى الأشياء (كما هي)، البارع بارعاً والمراوغ مُراوغاً.. وبالمناسبة، سألت ياسر عرمان – وكان برلمانياً في حكومة نيفاشا – عن بعض الشخصيات، وقال عن نافع علي نافع بالنص : (رغم تصريحاته الحادة، فهو رجل واضح ولا يراوغ ولايُخادع) ..!!
:: وربما بهذا الوضوح نجح نافع في تحقيق اتفاقية سلام – موؤودة – مع الحركة الشعبية في العام 2011، بيد أن غندور هو السياسي الدبلوماسي البارع الذي ظل يهدر الجهد والمال – طوال أشهر العام 2014 – في جولات لم تحقق حتى مجرد توقيع على مذكرة تفاهم مع ذات الحركة.. وهذا ما قلته – يوم إختياره وزيراً للخارجية – متسائلاً : كيف ينجح إقليمياً وعالمياً من فشل محلياً؟.. ربما النجاح ليس من معايير الإختيار لمناصب الدولة، ولكن ما يُدهش أن هناك من وقع في شراك الحكومة ومعاييرها الغريبة، ولذلك يدبجون المراثي ويلطمون الخدود على (إقالة فاشل) .. لاعليكم، فقط تذكروا تناقض مشاعركم عندما يعود غندوركم وزيرا (مرة أخرى)..!!
الطاهر ساتي